*هل تلجأ روسيا للأسلحة النووية!!..*

*هل تلجأ روسيا للأسلحة النووية!!..*

القنبلة النووية كسلاح استراتيجي وجدت لردع التهديدات أكثر منه للاستخدام، لما يترتب على ذلك من دمار شامل وخسائر فادحة، لكن لا يعني ذلك استبعاد عملية استخدامه في مختلف الأحوال. هناك حالات وظروف قد تلجأ الدولة المالكة لهذا السلاح لاستخدامه عندها، وذلك حينما يتعرض أمنها القومي لخطر داهم يستحيل درءه بالسبل السلمية والأسلحة التقليدية.

البلد الذي يمتلك سلاح نووي يستحيل سلبه إرادته أو غزوه، وعليه تعمل القوى الكبرى على فرض رقابة مشددة على تقنيات إنتاج هذا النوع من السلاح، ومنع الدول الأخرى من حيازته، حتى لا تخرج عن إطار التبعية.

تمتلك روسيا لوحدها نحو نصف ترسانة العالم من السلاح النووي تقريبا، بما يمكنها من تدمير العالم أكثر من ثلاث مرات، علاوة عن امتلاكها لصواريخ عابرة للقارات (غير مرئية) أسرع من الصوت، تستطيع الوصول إلى أي نقطة على سطح الكرة الأرضية، وإصابة أهداف في الفضاء.

استخدام السلاح النووي ولو بشكل محدود يلحق دمار هائل بأي بلد، ما قد يعيده قرونا للوراء.

 لو افترضنا جدلا أُسقطت قنبلة نووية على مدينة لندن البريطانية ماذا ستحدث؟..

النتيجة تدمير كامل للمدينة، مقتل الملايين من البشر، تدمير أهم مؤسسات الدولة المالية التعليمية الثقافية، القضاء على مراكز القيادة، تدمير الكثير من القدرات العسكرية، إلحاق أضرار نفسية هائلة بالسكان في بقية المدن، فضلا عن الأضرار الناجمة عن الإشعاعات والتلوث والتي قد يمتد تأثيرها لفترات قادمة، والخلاصة إعادة المملكة المتحدة القوة الكبرى في الاتحاد الإوروبي إلى حجم دولة في العالم الثالث لا حول لها ولا قوة.

ولنا ان نتصور حجم الأضرار التي قد تحدث في حال استخدام هذا النوع من الأسلحة بشكل مفرط.

الدول الغربية التي نحملها المسؤولية الكاملة في أي مواجهة نووية قد تندلع، بفعل ممارساتها الاستفزازية والعدائية تجاه روسيا، تدرك تماما تبعات اللجوء للسلاح المحرم على مستقبل حضارتها وحياة شعوبها، ونميل للاعتقاد بعدم رغبتها في الدفع بالصراع الراهن نحو شفا الصدام النووي.

 ستنتهي الأزمة الأوكرانية عند إقرار الناتو بحق روسيا الطبيعي في حفظ أمنها على المدى البعيد، وحماية مصالحها في عالم لم يعد أمريكيا حصرا.