تقرير يسلط الضوء عن الوضع الإنساني المتفاقم في الجنوب جراء الحرب الاقتصادية

تقرير يسلط الضوء عن الوضع الإنساني المتفاقم في الجنوب جراء الحرب الاقتصادية

تقرير يسلط الضوء عن الوضع الإنساني المتفاقم في الجنوب جراء الحرب الاقتصادية
2021-12-06 13:30:35
صوت المقاومة الجنوبية / غازي العلــــوي :

تزداد الأوضاع المعيشية للمواطنين في المحافظات الجنوبية سوءًا جراء الانهيار الاقتصادي المخيف والمتعمد في نفس الوقت من قبل الشرعية اليمنية التي لزمت الصمت في إحداث أي تغيير أو انفراجه تضمن للمواطن الحصول على لقمة العيش الضرورية التي بات الحصول عليها من الأمور الصعبة والشاقة في ظل الانهيار المتسارع للعملة المحلية أمام العملات الأجنبية وانقطاع المرتبات والارتفاع الجنوني للأسعار.

 

ما علاقة الحوثي وإخوان الشرعية بالحرب الاقتصادية ؟

يرى مراقبون ومتابعون للشأن السياسي وما يدور على الساحة الجنوبية بأن الحرب الاقتصادية التي يتعرض لها الجنوب اليوم لها أبعاد سياسية تصب في الأول والأخير لصالح المتمردين الحوثيين وإخوان اليمن المسيطرين على قرار الشرعية اليمنية.

وأكدوا في تصريحات خاصة لـ"الأمناء" أن ما يحدث اليوم دليل واضح على تخادم تلك الجماعات ووقوفها خلف الحرب الاقتصادية لتركيع شعب الجنوب وإثنائه عن الوصول لهدفه المتمثل باستعادة دولته الجنوبية كاملة السيادة بحيث يصبح الحصول على رغيف الخبز هو البديل عن استعادة الدولة بنظر تلك الجماعات.

 

هل تمتلك الحكومة الشجاعة لمكاشفة الشعب؟

دعا نائب الأمين العام لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي أ. فضل الجعدي حكومة المناصفة إلى عدم الصمت حيال الأوضاع الكارثية التي وصل إليها الناس مطالبا بالكشف عن أسباب تعثراتها في تحسين الوضع الاقتصادي والخدمي.

وقال الجعدي، يوم أمس السبت، في منشور له على حسابه ”بالفيسبوك” رصده محرر "الأمناء": "لا ينبغي على الحكومة أن تلزم الصمت حيال الأوضاع الكارثية التي وصل إليها الناس".

وأضاف: "عليها أن تمتلك الشجاعة وتعلن بوضوح عن أسباب تعثراتها في تحسين الوضع الاقتصادي والخدمي، وأن تكشف على الملأ عن ماهية الأدوات الضالعة في وضع العراقيل أمام القيام بمهامها ودورها كحكومة " .

من جانبه قال منصور صالح، نائب رئيس الدائرة الإعلامية بالأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي: "إن الحرب الاقتصادية التي تشن على شعبنا، وهي حرب متعددة الأوجه، هدفها في الأخير سياسي، التجويع وإفقار الشعب وتوقيف الخدمات وإيقاف الرواتب وعمليات الإرهاب كلها هدفها تحقيق أهداف وغايات سياسية تستهدف المشروع الجنوبي ونضالات وتطلعات وطموحات الشعب".

وأضاف في حديثه لبرنامج "زووم سياسي" على قناة "عدن المستقلة": "إن تحدثنا عن الحرب الاقتصادية والتي تأخذ صورا شتى منها وأهمها الانهيار المريع في قيمة العملة المحلية من خلال اتباع سياسة تتسبب في ارتفاع قيمة العملة الأجنبية هدفها خلق حالة من الفوضى وإيصال الشعب إلى حالة من المجاعة".

 

هل لما يحدث في الجنوب علاقة بمخطط تمرير تسوية سياسية؟

أكدت مصادر خاصة لـ"الأمناء" أن هناك دولا إقليمية ودولية تقف وراء الحرب الاقتصادية التي يتعرض لها شعب الجنوب اليوم.

وأشارت تلك المصادر، التي رفضت الكشف عن نفسها، إلى أن دول لها ثقلها الدولي هي من تقف وراء تجويع أبناء الجنوب بهدف إخضاعه والتنازل عن قضيته الجنوبية العادلة.

وألمحت المصادر إلى أن تلك الدول تسعى إلى تمرير تسوية سياسية تكون القضية الجنوبية غير مذكورة فيها، وهذا ما ينسف كل تلك الجهود، فبدون حل القضية الجنوبية فالأزمة اليمنية ستستمر إلى ما لا نهاية.

 

جنوبيون: الجوع كافر والفقر قاتل

في سياق متصل، عبّر الجنوبيون عن غضبهم الحاد من الحرب الاقتصادية التي يتعرض لها الجنوب من قِبل الشرعية الإخوانية، التي تعمل على صناعة أعباء ضخمة على الجنوبيين من كل القطاعات.

وقالوا بأن شبح المجاعة بات اليوم يهدد الجميع في الجنوب وبدون استثناء، مؤكدين بأن الجوع كافر ولا يمكنهم الصمت عن الأوضاع الكارثية التي يمرون بها في ظل صمت مطبق من الجميع .

وقال القيادي في انتقالي لحج أدهم الغزالي في تعلقه على ما يحدث اليوم في الجنوب: "لا خير فينا إذا لم نحمِ شعبنا من خطر العصابة اللئام، خونة الأوطان، تجار الحرام، سافكي الدماء، ناهبي الثروات، ولا بد من خطوات ملموسة تدافع عن شعبنا الصابر المكافح المناضل فهو الذي فوض قيادته، وعلى القيادة الجنوبية التحرك العاجل واتخاذ خطوات يلمسها الشعب وإدراك أن العدو يلعب لعبة خطيرة بأدوات مختلفة محلية وإقليمية، هذه اللعبة للأسف تمر تحت نظر الأشقاء ومن نسميهم أصدقاء".

وختم بالقول: "الصمت في مثل هكذا ظروف عار وجريمة إما حياة عز وكرامة وإما موت بشرف وشهادة".

 

حرب سياسية بامتياز

يعيش الجنوبيون، ودون أي مبرر، أوضاعًا حياتية قاتمة جرّاء الحرب الطائفية التي تشنها الشرعية الإخوانية، والتي تقوم على تأزيم يطال كل قطاعات الحياة.

وكثيرًا ما حذّر المجلس الانتقالي الجنوبي من مخاطر الحرب الاقتصادية التي تنذر بغليان شعبي يتكون بمرور الوقت، بعدما تمادت الأزمات الحياتية وتخطّت كل الخطوط الحمراء.

ولا يُنظر إلى أنّ الحرب المعيشية تقوم من منطلق اقتصادي، فالجنوب يملك ثروات ضخمة يمكن أن تضمن لمواطنيه الحياة بشكل آمن ومستقر، لكنّ الشرعية الإخوانية عملت على تغذية هذه الأعباء بشكل غير مسبوق.

ويشير كل ذلك بوضوح إلى أنّ الحرب الراهنة هي حرب سياسية بامتياز، تقوم على محاولة عرقلة تحركات الجنوبيين نحو استعادة الدولة وفك الارتباط، وذلك عبر خنق الجنوب وإشغال قيادته بالعمل طوال الوقت على التخفيف عن كاهل المواطنين.

ويقف وراء الحرب الاقتصادية التي يتعرض لها الجنوب، على اتساع نطاق جغرافيته، لوبي فساد متوغّل في معسكر الشرعية لم يترك بابًا إلى طرقه من أجل تغذية الأعباء على الجنوبيين.

ويعكس ذلك أنّ الحرب الاقتصادية التي يتعرض لها الجنوب تهدف بشكل رئيسي إلى تركيع المواطنين معيشيًّا، وذلك بعدما فشلت الشرعية في تركيع الجنوب عسكريًّا، إذ تلقّت خسائر مدوية على مدار الفترات الماضية فذهبت إلى محاولة ضرب الجنوب معيشيًّا.

وتعكس مساعي الشرعية اليمنية لضرب الجنوب على هذا النحو، رغبة إخوانية لضرب القضية الجنوبية في واقعها المتكامل، بمعنى أن الشرعية تخطط لأن يكون الجنوب غير مستقر لأطول فترة ممكنة.

وتستهدف الشرعية من وراء ذلك أن تجد لنفسها وسيلة للتدخل في الجنوب والتحكم في أوضاعه من جانب، وكذا العمل على الحيلولة دون تمكينه من تحقيق أي مكاسب سياسية جديدة.

 

جنوبيون ينشدون عودة هلال الإمارات

جدّدت الأزمات المعيشية الضخمة التي يعيشها الجنوب، مطالب واسعة النطاق بضرورة عودة الهلال الأحمر الإماراتي الذي يملك تاريخًا ناصعًا من العمل الإغاثي والإنساني في الجنوب.

الجنوب يعيش تحت وطأة حرب قاسية أشعلتها مليشيا الشرعية، فعلى الرغم من الثروات التي يملكها الجنوب والتي كان بالإمكان أن تضمن حياة آمنة ومستقرة للمواطنين، إلا أنّها لم تنعكس إيجابًا على الواقع المعيشي بعدما ساءت الأوضاع بشكل غير مسبوق.

معاناة الجنوبيين في هذا الصدد ناتجة عن حرب خدمات تستهدف من ورائها الشرعية إغراق الجنوب بين براثن فوضى معيشية شاملة، وتحمل في طياتها أبعادًا طائفية شديدة الخطورة.

وفيما لا يمكن أن تتراجع الشرعية الإخوانية عن هذه الحرب الضارية وذلك بعدما دمَّرت الاقتصاد ودفعت نحو انهيار العملة وحاصرت المواطنين بين موجات ضخمة من ارتفاع الأسعار، فإنّ تكثيف العمل الإغاثي هو السبيل الوحيد نحو تحسين الوضع المعيشي.

الحديث عن العمل الإغاثي يُوجِّه الأنظار سريعًا للدور الكبير الذي بذلته دولة الإمارات عبر منظماتها الإغاثية التي ساهمت في تحسين الأوضاع المعيشية في الجنوب عبر سلسلة طويلة من المساعدات التي شملت على القطاعات.

إقدام دولة الإمارات على تكثيف هذا العمل الإغاثي نابع بشكل رئيسي من الإنسانية التي تحكم مبادئ الدولة التي لطالما شهد العالم بإنسانيتها وخيرها المتعاظم والذي يخفّف الأعباء عن المحتاجين.

وتعزّزت جهود هيئة الهلال الأحمر بفضل المبادرات التي أطلقتها القيادة الإماراتية، كما توسَّعت برامجها أفقيًّا ورأسيًّا وتنوعت خدماتها متضمنة أهم الجوانب الإنسانية، وشملت برعايتها وعنايتها أصحاب الحاجات وذوي الدخل المحدود والأسر المتعففة وأشد الفئات ضعفًا.

إنسانية الإمارات جدَّدت مطالب الجنوبيين بضرورة إعادة الهلال الأحمر للجنوب ليمارس إنسانيته المعهودة، في محاولة لتحسين الوضع المعيشي أمام المواطنين ومنحهم فرصة لحياة آمنة ومستقرة.

 

ما الذي يمكن للانتقالي فعله لمجابهة حروب الخدمات؟

لا شك أن المجلس الانتقالي الجنوبي قد أدرك حجم المؤامرة التي تحاك ضد الجنوب وشعبه الصامد والصابر من قبل أعداء الجنوب وحذر في أكثر من بيان من تبعات الحرب الاقتصادية التي تشنها الشرعية الإخوان بالتعاون مع مليشيات الحوثي وابلغ دول التحالف العربي والدول الكبرى بهذا المخطط الخطير الهادف لتركيع شعب الجنوب وإذلاله .

بالمقابل فقد نشطت الدوائر المحلية التابعة للمجلس الانتقالي في المديريات والمحافظات الجنوبية خلال الأيام الماضية على المستوى الاقتصادي والخدمي في ظل توالي حروب الخدمات التي تشنها الشرعية ضد الجنوب، وبدا من الواضح أن الانتقالي اختار المواجهة الميدانية إلى جانب الجهود الدبلوماسية والسياسية والعسكرية لتحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين.

وجاءت تحركات الانتقالي في الوقت الذي خرج فيه أبناء حضرموت والعاصمة عدن ولحج وأبين مظاهرات صاخبة احتجاجا على انهيار الواقع المعيشي، وردد المتظاهرون هتافات مناوئة لمليشيا الشرعية الإخوانية، محملينها مسؤولية تردّي الأوضاع المعيشية والأمنية في حضرموت.

ويرى مراقبون أن تحركات وحدات الانتقالي تحقق أكثر من هدف على أرض الواقع، إذ أنها تعبر عن أن هناك إدراك تام بطبيعة المشكلات التي يواجهها أبناء المحافظات الجنوبية، وأن هناك ظهير إداري وسياسي وخدمي يستطيع تعويض المواطنين عن الصعوبات التي يتعرضون لها وفقًا للإمكانات المتاحة لقيادات المجلس.

وتشكل الجهود الخدمية أحد أهم الروافد التي تجعل هناك تواصل مستمر بين قيادة الانتقالي وشعب الجنوب، وتشكل حائط صد مهم في مواجهة حروب الشرعية التي تعتمد بالأساس على الشائعات وقلب الحقائق، كما أن الانتقالي يوجه صفعات عديدة لخطط الشرعية التي تحاول الوقيعة بين أبناء الجنوب.