يحتفل العالم كل عام في التاسع من مايو بذكرى الانتصار على النازية في الحرب العالمية الثانية.
تأتي الذكرى السابعة والسبعون هذا العام بشكل مختلف، إذ يواجه العالم تحديات عديدة، أبرزها هيمنة القطب الواحد على العالم، وانتهاكه للقوانين والأعراف الدولية، وشروعه في تفكيك دول مستقلة، وتغييره للخريطة السياسية للبلدان، وفرض توجهات فردية تخدم أهدافه ومصالحه، كما لاحت بالأفق مؤخرا عودة الفكر النازي في أوكرانيا وعدد من البلدان الغربية بشكل لافت، كل ذلك يؤشر إلى ضرورة يقظة العالم وتكاتفه للتصدي لهذه المشروع الخطير قبل استفحاله.
لعبت روسيا ستالين دورا أساسيا ومهما في الحرب العظمى، ويعود لها الفضل الكبير في إحراز النصر على النازيين، وتحرير أوروبا.
في الوقت الذي كانت تخوض فيه روسيا حربا مقدسة على النازيين، وقدمت أكثر من 25 مليون شهيد في سبيل القضاء على الفاشية، وتخليص العالم من شرورها، كانت معظم الشعوب الأوروبية قد اعلنت الاستسلام للنازيين، ويتعاون الكثير من أبنائها معهم، كما لم تكترث الولايات المتحدة الأميركية لهذه الحرب أو تتأثر مباشرة بها، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك بكثير، وعكفت للتحضير لصناعة سلاح دمار شامل، اُستخدم بعد ان وضعت الحرب أوزارها، في أفضع بشاعة شهدتها الإنسانية.
لم تكتف القوات السوفيتية في تطهير أرضها، بل زحفت غربا لتحرير معظم القارة الأوروبية والقضاء على المشروع النازي.
قبل سبعة عقود من الآن أُعلن عن هزيمة النازيين، وفشل مشروع قام على العنف والاضطهاد والتمييز، وها هي النازية اليوم تُعود بحلة جديدة مستهدفة أكبر قلاع الشرق وأعتاها (روسيا العظمى) على أمل الإخلال بميزان القوى، ليتسنى لها تحويل العالم إلى إقطاعية تخضع لمشروعها الاستعلائي المرتكز على وجود أقلية غنية تتحكم بموارد وخيرات الأرض، وأكثرية تابعة تعيش في وضعية الفقر والاحتراب.
على أرض دونباس تنطلق شرارة الحرب على النازية الجديدة، ولن تتوقف بإذن الله إلا بتحقيق توازن إستراتيجي طويل الأمد، وعلى شعوب الأرض الاختيار بين مشروعي التحرر والتبعية.