تلقينا وعلى مدى الثلاثة الأيام الماضية سيلاً من الاتصالات والرسائل عبر وسائل التواصل الاجتماعي من قيادات محلية وصحية وناشطين ومواطنين من أبناء مديريات ردفان الأربع بمحافظة لحج جميعها تستغيث من الانتشار المخيف لجائحة وباء كوفيد19 بنسخته الثانية، والذي حصد أرواح العشرات من المواطنين، فيما المستشفى الوحيد الذي يقصده المرضى من الأربع المديريات يكتظ بالعشرات من المرضى في ظل إمكانيات صحية تكاد تكون معدومة وصمت مخيف تبديه الجهات ذات الاختصاص.
لم يكن نداء الاستغاثة المؤلم والمؤثر - الذي أطلقه مدير عام الحبيلين منير فضل، والذي أعلن فيه ردفان منطقة موبوءة بالحميات ووباء كورونا في ظل وضع صعب للغاية جعل قيادة السلطة المحلية عاجزة عن أي تحرك بسبب انعدام الإمكانيات - نابعًا من فراغ بل من مرارة وألم وبعد أن ضاقت بهم السبل وهم يشاهدون أبناءهم وآباءهم يزفون يومياً جماعات وفرادى إلى المقابر دون أن تحرك تلك الجنازات شعور وضمير من بيدهم القرار والإمكانيات لإنقاذ ردفان وأهلها من هذا الوباء.
ما يتم الإعلان عنه يوميا من إحصائيات للإصابات والوفيات في عموم مديريات ردفان الأربع (الحبيلين ، الملاح ، حالمين ، حبيل جبر) ليس سوى الجزء اليسير من أعداد الضحايا الذين لم يبلغ عنهم ممن فضلوا الموت في مناطقهم بين أسرهم وواجهوا هذا الوباء بشجاعة وصمت لإدراكهم بعدم وجود أي اهتمام أو عناية للمرضى في المستشفيات وأماكن الحجر الصحي.
إلى الرئيس القائد عيدروس الزبيدي وقيادات المجلس الانتقالي: ردفان تنشد لفتة كريمة منكم فأبناؤها الذين تعرفهم ساحات وميادين الوغى في كل المنعطفات اليوم يزفون يوميا إلى المقابر جراء هذا الوباء القاتل الذي فتك بهم وحول حياتهم إلى رعب وجحيم، ردفان التي قاومت الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس وأبت الانكسار لنظام الصريع صالح وقامت كل مشاريعه ومشاريع الإخوان المسلمين وأبت أن تدنسها أقدام المليشيات الحوثية وروت شجرة الثورة الجنوبية بدماء شبابها وما تزال صامدة في وجه كل المؤامرات هي اليوم بأمس الحاجة إليكم أنتم وليس سواكم لتمدوا لها يد الغوث والمساعدة في مكافحة هذا الوباء عبر دعم قيادة السلطة المحلية والقطاع الصحي بالعلاجات والأجهزة اللازمة لمواجهة هذه الجائحة وإنقاذ السكان من شبح الموت الجماعي الذي بات يهددهم.
نوجه هذا النداء ونحن على ثقة بتجاوب وتفاعل قيادتنا الرشيدة وفي مقدمتها سيادة الرئيس القائد أبي القاسم وكذلك دول التحالف العربي والمنظمات الدولية فلم يعد هناك متسع للتخاذل أو للتأخير، وما هو اليوم متاح قد لا يكون متاحا في قادم الأيام.