كتب /منصور_صالح
حين نخاطب اخانا الجنوبي المختلف معنا بلغة هادئة غير متشنجة، يقرأ البعض ذلك وكأنه انما يمثل استجداء له أو اعترافاً بقوته في مقابل عجزنا وهذه قراءة خاطئة جداً.
الصواب الذي يجب فهمه هو اننا حريصون على افشاء السلام وتطمين الآخر ، بأننا شركاء ولسنا ولن نكون أبداً أعداء، وان الجنوبي المختلف معنا سيظل جنوبياً وهذه أرضه ويستحيل اقتلاعه منها وله الحق في ان يسهم في بناء مداميك دولتها وفق الثوابت الجنوبية.
وبغض النظر عن حجم وقوة وتأثير كل طرف ، فإننا على يقين بأن الجنوب لن يكون قوياً وصحيحاً ، إلاّ حين يكون بكل ولكل ابنائه،وان أي قوة جنوبية وان استطاعت ان تبسط سلطتها على الجنوب منفردة ، فإنها لن تستطيع تحقيق التنمية المنشودة إلاّ بمشاركة الجميع وتوجههم متحدين نحو البناء والتشييد والنهوض.
وككيان مفوض ،يستطيع المجلس الانتقالي بما يملك من حضور شعبي وقوة عسكرية ان ينفرد بالجنوب وادارته ، لكنه يدرك ان مهمته ، ليست الحكم والسلطة بل مهمته الأساسية ،هي لملمة الجراح ،وتوحيد الصف واستعادة عافية النسيج الاجتماعي الجنوبي بعدما لحق به من تمزق ، لمواجهة استحقاقات المستقبل وهذا هو الهدف العظيم للمجلس.
نؤمن ان قوة الجنوب والجنوبيين اينما كانوا هي في وحدتهم وتماسكهم، والتفافهم حول قضيتهم ، وان تباينت الرؤى والأفكار .
واذا ما تفكرنا بهدوء فإننا سندرك انه لا توجد خلافات حقيقية ولا تباينات عميقة فيما بين الجنوبيين ،لكن توجد لدى البعض منهم مخاوف وتوجسات،يمكن تلافي معظمها بمزيد من اللقاءات والحوارات وابداء حسن النوايا.
الجنوبيون طيبون ومتسامحون ، بالفطرة ، صحيح انهم قد يقتتلوا بسبب كلمة ،لكنهم أيضاً يتعانقون ويفتدون بعضهم بعضاً بكلمة طيبة صادقة نابعة من القلب فلنتعانق خير وأسلم.