الطعن بيافع وعقلائها حرام!

الطعن بيافع وعقلائها حرام!

 
كتب //
إبراهيم الصالح
لا يختصم إثنان حول الدور الحيوي الذي تلعبه يافع القبيلة ويافع الجغرافيا ويافع الإنسان ،  ودور يافع القيادي والمؤثر منذ فترة التكوين والفجر الأول للمنطقة التي تعددت أسماؤها وتاريخها ، غير أن الأهمية دوما عند اليافعي للوطن الذي يؤمن بعدالة الإنتماء إليه ، ويتحلى اليافعي بالشجاعة ليخاصم أقرب الناس إليه دون أن يتردد لأجله ، ومعيار المساومة والخطاب المتردد ليس موجودا بيافع ، بل نسنطيع القول أن الخطاب المتشنج للوطن هو الأبرز  ..
البعض حين يسمع عن أدوار يافع المحورية ، في صناعة الحرب والسلام ، يظن أن الأمر يتعلق بفترة يافع ما بعد الحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية  ، ولكن هذه المرحلة العصيبة شاركت يافع وشاركت قبائل الجنوب الأخرى مساندين لبعض ، بل أن الحسبان لمن قدم وضحى أكثر يعد كفران وطغيان على المبدأ الأصلي لثورتنا ، ونكتفي أن نصنع البطولة المشتركة ، ولا ندع أحد يظفر بانتصار ويقصي الآخر ، ففي نهاية المطاف يؤدي  هذا الخطاب لصراع يقوم على أسس التصنيف الطبقي ، مما يساهم في زرع بذور الصراع المناطقي بكل يسر لأطراف تستغلها لإذكاء روح الإختلاف والنزاع والكراهية  ..
مؤخرا ظهر بيان مزور ، وذيل بأسماء لمرجعيات يافع من مشائخ وسلاطين ، وحاول كاتب البيان أن يقطع شعرة معاوية بخبث ، فالذين أختارهم لم يكن لوجه الله ، بل لحاجة بنفس يعقوب ، واستغل البعد الزمني والمكاني بين المرجعيات وجمهورهم ، لكن المزور نسي أمرا كان يجب أن يعيه مبكرا ، أن البيان المزعوم لا يساوي قيمة البياض المكتوب عليه عند المواطن بيافع ، فالقضايا المصيرية بالنسبة للجميع لا تحتاج لأي موجه كان ، ومن يحاول أن يعكس التيار ، لا شك أن أقرب الناس إليه سيصفعه بما أمكن ، وشيء آخر الناس لم تعد ساذجة حتى يتحكم بها الجهل المفرط ،  لكن وسائل الإعلام العدائية تجد من الجيف وجبات دسمة لها ، ومعظم الناشطين في وسائل التواصل الإجتماعي يتغذون عليها ..
لقاء رئيس المجلس الإنتقالي الجنوبي اللواء عيدرس الزبيدي والوفد المرافق له مع سلطان يافع (بني مالك) الذهب وكذا الشيخ خالد بن سبعة اليوم بجده بتنسيق رجل المال والأعمال الأخ محضار بن طهيف ، ضرب بالبيان عرض الحائط ، بل ولم شملا كان متباعدا لأسباب ظرفية ، فكان البيان المزعوم بشكله الأولي مضرا ، لكن نتائجه كانت ايجابية لقيادتنا وللجمهور ، فالضربة هذه كان يرد لها أحد الأمرين ، أما صادم بين مشائخ يافع وقيادة المجلس الإنتقالي الجنوبي من خلال الإعلام ، وإما كسر رأس يافع ، وافقاد أهل يافع لرأس حربتهم ومرجعيتهم .
عموما ; اليوم جميعنا يواجه نفس العدو ، وتختلف أدواته وأساليبه ، فحين يهزم على الأرض ، يحاول التعويض بالمكر والخداع ، وأساليب تمزيق لحمة الناس بقياداتهم ، وأحيانا كثيرة يلجأ إلى اجتثاث ونبش التاريخ المظلم  ، وأخطاء ماضية حدثت ، ليغطي عيوبه الكبيرة اللامتناهية ، ولكن مهما كانت وسائلهم المتاحة ماكرة ، فإرادة الشعوب تنتصر ، ويبقون مخلفات سيئة في هوامش التاريخ ، الإنحياز والحياد اليوم طعن في الظهر ، فأما أسود وإما أبيض ، حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا ، فسلام إلى كل حر غيور على وطنه وشعبه ، ولم يساوم على حق الناس أو حريتهم ...