كتب / ناصر التميمي
كنا في الجنوب العربي في أمس الحاجة لدولة شقيقة أو صديقة تقف الى جانبنا ،لاسيما بعد انطلاق ثورة الجنوب السلمية في 2007/7/7م ضد الإحتلال اليمني الذي واجه شعب الجنوب بمختلف أنواع الأسلحة وسالت دماء الشهداء في ميادين الشرف والبطولة ،فكانت دولة الإمارات الشقيقة تراقب الحدث عن كثب ،وكانت قريبة من شعب الجنوب وتتألم مثل مانتألم ،وكانت تتحين الفرصة التي تمكنها من تقديم الدعم العسكري والمالي للجنوب الذي تكالب عليه الأعداء من حدب وصوب على مدى عقود من الزمن ،الا أن شعب الجنوب لم ييأس وظل صامداً كجبل شمسان في مواجهة كل المؤامرات الداخلية والخارجية الى أن شاءت الأقدار بالإعلان عن عاصفة الحزم الذي يقودها التحالف العربي بقيادة الشقيقة المملكة السعودية ضد المليشيات الحوثية التي سيطرت على السلطة في صنعاء اليمنية بقوة السلاح ، وكانت بمثابة بارقة أمل بالنسبة للجنوبيين الذين انخرطوا في صفوفها للدفاع عن الجنوب من الغزو الحوثي الفارسي تحت راية الجنوب العربي .
لم يقف الجنوبيين مكتوفي الأيدي أمام غزو جحافل المليشيات الحوثية والعفاشية ،لقد قاوموهم بأقل الأمكانيات والأسلحة الخفيفية التي ارعبوا بها مليشيات ايران ،فكانت دولة الإمارات الشقيقة قد وجدت ضالتها لتقديم المساعدة اللوجستية للمقاومة الجنوبية في هذا الظرف العصيب على الجنوب الذي يدافع عن حياض الأمة العربية والإسلامية وحيداً ،وفعلاً كانوا عيال الشيخ زايد بن سلطان قد ارسلوا السلاح والجنود لمساعدة الجنوب في هذه الحرب الغير متكافئة ،ناهيك عن تدريبها لقوات المقاومة الجنوبية وتسليحها ومعالجة الجرحى ليس هذا فحسب بل قاتل الإماراتيون جنب الى جنب مع اخوانهم الجنوبيين في عدن وحضرموت وشبوة وبقية المحافظات الجنوبية .
وبعد ان نجح الجنوبيين في تحرير أرضهم في أسابيع معدودة استمرت دولة الإمارات الشقيقة في مواصلة دعمها للجنوبيين الصادقين والذين حققوا النصر المؤزر على جحافل ايران ،وساهمت في تشكيل ودعم المجلس الإنتقالي الجنوبي كحامل رئيسي للقضية الجنوبية بقيادة الرئيس عيدروس الزبيدي لقيادة سفينة التحرير والاستقلال الى بر الأمان بالإضافة الى مساهمتها في تأسيس القوات المسلحة الجنوبية وتسليحها وتدريبها للدفاع عن الجنوب الذي يواجهة أسوأ احتلال همجي في تاريخ البشرية الذي أمعن في تدمير مؤسسات الدولة ونهب الثروة وقتل الأبرياء وعاث في الأرض الفساد بمختلف أشكاله وأنواعه بإسم الوحدة المشؤومة التي ماتت ولم يجد لها أي أثر في أرض الجنوب قط .
ونتيجة لموقف دولة الإمارات الشقيقة المتين مع الجنوب والصادق مع الحليف الصادق طبعاً لم يتوقف الدعم الإماراتي على العمل العسكري فحسب بل امتد الى مختلف نواحي الحياة في الجنوب الذي دمرت مؤسساته على مدى عقود من الزمن من قبل الغرباء الذين حولوه الى اقطاعيات لعلان وزعطان من أبناء العربية اليمنية الذين تحولوا الى ملياديرات على حساب شعب الجنوب الذي يعاني الأمرين جراء المستعمرين الذين نهبوا كل شي ،فإذا اخذنا سقطرى مثال على ما أقدم عليه الغزاة ،لقد عاث فيها من دخلها على ظهر الدبابة الخراب والفساد ودمر كل شي جميل فيها ،حتى البيئة الطبيعية الجميلة التي تمتلكها هذه الجزيرة دمروها ونهبوا خيراتها واستباحوا الطور والأشجار النادرة فيها ،على مدى ثلاثون عاماً نيف لم يعمل نظام صنعاء ولو حتى مدرسة واحدة لتعليم التلاميذ، فسقطرى بعد تحريرها من قبضة القوى اليمنية وعودتها الى حضن الجنوب عملت الأشقاء في دولة الإمارات الى بدء عجلة التنمية الحقيقية فيها وشرعروا ببناء وتأهيل المدارس والمستشفيات والميناء والمطار والمؤسسات الخدمية ،ناهيك عن تأهيل وتدريب وتسليح القوات العسكرية التي تتولى حماية وتأمين المحافظة بالآضافة الى بناء العديد من الوحدات السكنية للمتضررين من الكوارث الطبيعية التي ضربت الجزيرة في فترات سابفة ،بالتأكيد هذا العمل والدعم الذي قدمه الأشقاء أغضب القوى المعادية لشعب الجنوب الاصلاحية والعفاشية والحوثية وشنوا حربهم الظروس على دولة الإمارات ونسسوا ماتفعله المليشيات الحوثية في المواطنين اليمنيين اي حماقة هذه واي حقد دفين في قلوبهم ،والله فولوا ماتقولون الإمارات والجنوب قلب واحد وجسد واحد ولن تخيفنا البقبقة في قنواتكم الصفراء .
القوى اليمنية كلها اليوم اتحدت ضد الجنوب شعب وقيادة ،ولايردوا اي خير لشعب الجنوب فمايحدث من حرب في الجبهات تقف خلفها القوى اليمنية وحتى الحرب الاقتصادية وحرب الخدمات المفتعلة هي بعل فاعل ومقصودة تقف خلفها هذه القوى وحلفاءها في الحكومة ومجلس القيادة الرئاسي من أجل تركيع شعب الجنوب والله لو استمريتوا ولو حتى قرن من الزمان في حربكم لن نخضع ولن نرضى بأن يعود الجنوب الى زريبة وحوش باب اليمن مرة أخرى لن نرضى حتى لو حاربنا العالم كله من أقصاه الى اقصاه سنقاتله ماحيينا اما النصر او الشهادة يجب ان يعي الأخوة في العربية اليمنية هذه الحقيقة ماشي داعي للممابرة والتهديد والوعيد .
اذا تحدثنا عن العطاء والدعم الإماراتي لشعب الجنوب لن يتسع المجال في هذا المقال المتواضع الحديث عن كل هذا العطاء ،لقد وصلت يد الإمارات ومشاريعها التي قدمتها لشعب الجنوب الى كل المحافظات الجنوبية دون تمييز ،فضلاً عن ما يقوم به الهلال الأحمر الإماراتي من مد العون لكثير من الأسر الفقيرة والمحتاجة ،الا ان هذه العمل الانساني زرع القلق في قلوب الحاقدين الذين عجزوا عن تنمية الجنوب منذ احتلاله في 1994م ورغم ذلك ألسنهم طويله ويتشدون بكل وقاحة على قيادة وحكومة وشعب الإمارات لماذا ؟ لأنهم دعموا الجنوب وقدموا له كل مايحتاج لهذا هم يحاربون الإمارات والمجلس الإنتقالي الذي أصبح شوكة حادة في حلوقهم وزرع الرعب في قلوبهم .
من أهم المشاريع الإستراتيجية في الجنوب وبدعم اماراتي خالص ،سد حسان في أبين والعمل جاري فيه بوتيرة عالية ،وبه ستعود أبين سلة الجنوب الغذائية الى مجدها الأول ،والكهرباء بالطاقة الشمسية في العاصمة عدن والتي ستدخل الخدمة مع نهاية العام الجاري ،فكل مرة يحاولوا تعذبب الشعب في الجنوب يتدخل الحليف الصادق ،فعندما افتعلوا ازمة الكهرباء في العاصمة وظلوا يتغنون ويتلذذون بها سنوات طويلة وهي صنيعتهم وصل الدعم الإماراتي فصاحوا حتى الجنون لأن اشقاءنا دعمونا بالطاقة الشمسية للتخفيف على المواطنين من المعناة بسبب انقطاع التيار الكهربائي .
ولم يهدأ الأعداء من صراخهم حتى تم التوقيع على انشاء شبكة اتصالات جنوبية في الجنوب ،تدرون ماذا اصاب القوى اليمنية ؟ أصابهم جنون البقر والإعياء الشدبد عندما علموا بالخبر ،لأنهم لايريدوا الخير لنا أبداً ،حيث كان الخبر لهم كالصاعقة وجن جنونهم وكالوا السباب والشتائم والكلام الجارح من قبل بعض المهرجين وبائعي الكلام عبر قنواتهم التي تبث سمومهما بكل وقاحة ولا استحياء ،نحن في الجنوب لايهمنا صراخهم ولا نباحهم ولا عويلهم ولا دموع التماسيح التي يذرفونها ،كل مايهمنا كيف نتخلص من هذا الجرب الذي أصاب الجنوب في غفلة من الزمن ،كما نجدها في فرصة في هذا المقال المتواضع وان أقدم شكرنا لقيادة وحكومة وشعب الإمارات الشقيق على كل الدعم السخي الذي قدموه ومازالوا يقدمونه لانقاذ شعب الجنوب من الأزمات التي يعاني منها ،قدقوني لايكره الإمارات الا حاقد وله مصلحة في القوى اليمنية التي تحارب شعب الجنوب ،فالعطاء الاماراتي لن ينقطع ابداً بل سيستمر بوتيرة عالية ويهمنا صراخ الأعداء فهذا شأنهم وطريقهم هم اختاروه ،فمثل ماكان الجنوب وفياً وصادقاً كانت الإمارات وفية مع مع قاتل ووفف الى جانبها ومايزال عند عهده الذي قطعه .