حظيت ولاتزال عملية مكافحة الإرهاب وجهود تحقيق الأمن والاستقرار، بعناية فائقة من قبل القيادة السياسية والعسكرية الجنوبية والتي تعتبر هذه الجهود ليست من أجل الجنوبيين فحسب لكنها حرب يخوضها الجنوب بالنيابة عن المنطقة أو العالم أجمع، واستكمالاً لسلسلة النجاحات التي يحققها الجنوبيين في المعركة ضد الإرهاب، فقد جدد الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي، القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، إلتزام قيادة المجلس، والقوات المسلحة، بالمضي قدماً في جهود مكافحة الجماعات الإرهابية، وفي مقدمتها مليشيا الحوثي وتنظيمي القاعدة وداعش.
وأكد الرئيس الزبيدي، إن الجنوبيين قدموا قوافل من الشهداء والجرحى في سبيل الانتصار في هذه المعركة المصيرية، التي تخوضها القوات المسلحة الجنوبية كشريك محوري للمجتمعين الإقليمي والدولي في مجال مكافحة الإرهاب، مشيراً إلى أن القوات الجنوبية ستواصل مهامها الوطنية لتأمين ممرات الملاحة الدولية في باب المندب وخليج عدن والحفاظ على المصالح الدولية بعيداً عن تهديد جماعات الإرهاب والتطرف، متعهداً بالمضي قدماً في إنجاز الاستحقاقات الوطنية لشعب الجنوب حتى نيل الاستقلال وبناء دولة ديمقراطية حديثة تحفظ حقوق الجميع وتلتزم بمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
" نجاحات القوات الجنوبية في مكافحة الإرهاب"
ويرى مراقبون، بإن تعهد الرئيس الزبيدي، يتماشى مع السياسات الحكيمة التي وضعها ويسير عليها المجلس الانتقالي في قضية استعادة الدولة حتى تبلغ بر الأمان وذلك من خلال حسم المعركة ضد الإرهاب كخطوة أولى لا تنفصل عن مسار قضية الشعب الوطنية، وأشاروا إلى أن نجاحات الجنوب الميدانية أتت بفضل تضحيات كبيرة قدمها رجال القوات المسلحة الجنوبية، كما ارتبطت تلك النجاحات بدعم كبير قدمه التحالف العربي وتحديداً دولة الإمارات العريبة المتحدة وأيضاً المملكة العربية السعودية، وهو دعم تؤكد القيادة الجنوبية أهميته الكبيرة ودوره الحاسم في تحرير محافظات الجنوب بما في ذلك العاصمة عدن.
ووفقاً لمحللين، فان المعطيات الميدانية الذي تحققت على مدار السنوات الماضية، اعطت مؤشرات فريدة للأمن في المنطقة برمتها وحمايتها من تمدد جديد لأحدى أخطر الأذرع الإيرانية المسلحة، لاسيما وتلك النجاحات في مكافحة الإرهاب قد تحققت رغم شح الإمكانيات مقارنة بالآلة العسكرية الضخمة التي يمتلكها العدو ومليشياته الإرهابية، وهذا يؤكد مجدداً أن عزيمة شعب الجنوب قادرة على إذابة أي فوارق تسليحية بينه وبين القوى المعادية.
إلى ذلك، يرى مراقبين، بإن شعب الجنوب قد أكد حرصه على مواصلة الجهود في إطار مكافحة الإرهاب رغم توالي التحديات، وأن هناك قناعة راسخة بأن تحقيق الأمن والاستقرار جزءً لا يتجزأ من المنجزات التي تبلورت بفضل تضحيات رجال الجنوب الأشداء على كافة المستويات.
"ترقب لمعركة الحسم"
تكشف المجريات الميدانية على الساحة الجنوبية، أن معركة الحسم باتت قاب قوسين أو أدنى لاسيما في ظل الاعتداءات المتتالية التي تشنها قوى صنعاء الإرهابية ضد أبناء الجنوب، حيث كثفت مؤخراً مليشيا الحوثي من اعتداءاتها على أكثر من صعيد، كما أعلنت بشكل رسمي اعتزامها مواصلة الحرب والتصعيد العسكري، في رسالة تخص بالتأكيد الأوضاع في الجنوب، باعتبار أن أراضيه هي المستهدفة في الوقت الراهن، ويعزز هذا الواقع من حالة التأهب العسكري الجنوبي لخوض المعركة الحاسمة، خصوصاً أن المليشيات قد أفصحت عن نواياها عبر تكثيف عملياتها الإرهابية في الفترة الماضية في العديد من الجبهات الحدودية وهو ما قوبل بتحركات جنوبية تعزز من الحضور والجاهزية والاستعداد لحسم المعركة.
"تعهد الرئيس الزُبيدي بالقضاء على الإرهاب .. وهستيريا مليشيا الحوثي"
وبحسب تحليلات، فإن خيار الحرب الواسعة التي اقتربت كثيراً، يأتي تأكيداً للسياسة التي ينتهجها الجنوب ويدعو إليها منذ فترة طويلة، وهي ضرورة الحسم العسكري في مواجهة المليشيات الحوثية الإرهابية، باعتبار أن المليشيات تعتمد في بقائها على الخيار العسكري ولا يمكن أن تجنح للسلام، كما أن رسالة الرئيس الزُبيدي الأخيرة والتي حملت تعهداً لشعب الجنوب بمحاربة الإرهاب والانتصار عليه، تمثل رداً على اعتزام المليشيات الحوثية مواصلة التصعيد ضد الجنوب وهو ما يعني أن رسائل التخويف التي تحاول المليشيات المدعومة من إيران إيصالها للجنوبيين من خلال الاعتداءات المتواصلة لا تجدي نفعاً، فتعهدات القيادة الجنوبية ستتم ترجمتها إلى سلسلة من الإجراءات الحاسمة والحازمة في إطار الحرب التي يخوضها شعب الجنوب ضد الإرهاب، وإنطلاقاً من حقه الأصيل في الدفاع عن النفس، وتطبيقاً للأولوية التي يضعها في إطار العمل على تحقيق الأمن والاستقرار بعموم المنطقة.