عواس الثائر .. ملحميات صمود البندقية التي لم تنتهي بعد

عواس الثائر .. ملحميات صمود البندقية التي لم تنتهي بعد

عواس الثائر .. ملحميات صمود البندقية التي لم تنتهي بعد
2020-11-03 18:46:02
صوت المقاومة الجنوبية / الضالع / محمد مقبل أبو شادي
حاولت قوات المستعمر الإنجليزي القضاء على التقاليد و العادات المجتمعية في الجنوب، منها المتعلقة بأصول القبيلة العربية الأصيلة التي وصفت بها قبائل جنوب الجزيرة، و اشتهرت بها منذ القدم. 
و من إجرائاتها التعسفية ضد مشائخ القبائل محاولة استحضار شيخ مشايخ بلاد الأحمدي بالأزارق، عبر طلبه للحضور الى مقر المستعمر الإنجليزي بالضالع، دون وجه حق، غير محاولاتها فرض هيمنتها العسكرية ليس إلا كما يؤكد المؤرخون. 
و تعبيرا عن رفض التواجد الأجنبي في الجنوب، رفض الشيخ الأزرقي محمد عواس طاهر، توجيهات ضابط المستعمر الإنجليزي ما كسويل هيكسل ديفيد، بالحضور الى مقر تواجد الأخير. 
و كردة فعل من قبل الضابط الإنجليزي فقد تحرك على متن قوة عسكرية مسلحة إلى منطقة تورصة التابعة لمديرية الأزارق، بهدف القاء القبض القهري على الشيخ الأزرقي الشهيد محمد عواس طاهر. 
و عند وصول الحملة العسكرية التي يقودها الهالك الانجليزي ديفيد، إلى منطقة تورصة ما كان من الشهيد محمد عواس، إلا ان وجه نيران رصاصات بندقية الثائرة ليردي المستعمر صريعا و يشعل نيران ثورة السابع عشر من إبريل 1948 للميلاد. 
و من أبرز أحداث ذلك اليوم التاريخي الذي اختلطت فيه دموع الفرح بتمريغ أنوف المستعمر بتراب الأزارق الباسلة، و دموع الحزن على رحيل شيخ ثوار الجنوب و صانع ثورة نيسان 1948 الشهيد الشيخ القائد محمد عواس طاهر الأزرقي طيب الله ثراه، هو حادثة الإستشهاد البطولي للثائر عواس. 
و رغم مرور عشرات الأعوام على رحيل أسطورة النضال و شيخ الثوار الشهيد محمد عواس طاهر، إلا ان مدونات التاريخ لم تكتفي بعد من الكتابة عن شخصية جنوبية عظيمة كتبت برصاصات البندقية الخشبية، و الدماء الزكية، أعظم قصص التضحية و الإيثار و الفداء. 
و تقع منطقة بلاد "الأحمدي" مسقط رأس الشيخ "محمد عواس" إلى الغرب من مديرية الأزارق، على الحدود مع ماوية في تعز، و الحشاء، و المسيمير بلحج، و هي رقعة جغرافية تمتد لعشرات الكيلو مترات، و تشمل عشرات التجمعات السكنية والقرى المتناثرة على سفوح الأودية، و قمم الجبال. 
 و قدمت بلاد "الأحمدي" قوافل من الشهداء الأبرار، الجرحي الأبطال الذين سالت دماؤهم الزكية العاطرة في كل شبر من أرض الجنوب، و مضوا بثبات في درب الإستشهاد العظيم لقائدهم الشهيد محمد عواس. 
و حاولت المليشيات الحوثية في نيسان من العام 2019 للميلاد الماضي، مهاجمة منفذ "تورصة" الحدودي، و الحدود الغربية لبلاد الأحمدي، قبل ان تسجل بنادق أبطال المقاومة ملحمية نيسان الأزارق العظيم، ذكرى الإنكسار الحوثي المهين على أسوار مديرية الشهداء .
حيث قاد قائد القطاع العسكري بالأزارق العقيد يوسف الأزرقي، و رجال الكتيبة العاشرة  و الثالثة بمحور الضالع، مسنودين برجال القبائل من مختلف مناطق مديرية الأزارق معركة الشرف و الإنتصار، لتاريخ شيخ الثوار عواس، حينما تجددت ذكريات الماضي الكبير و اختلطت دموع الفرح بإنكسار الحوثيين المهين  و تحطم مشروع مران، و دموع الحزن باستشهاد وريث مجد عواس الشيخ القائد يوسف أحمد محسن أبو الحارث، رحمات الله تغشاهم أجمعين. 
و على خطى الشيخ الرئيس "محمد عواس طاهر" لا تزال بلاد "الأحمدي" ولادة بالرجال و القادة العظام، الذين يسهمون و بشكل فعلي في كل مجالات المقاومة و أعمال الصلح بين الناس لما يتميزون به من الحنكة و الرجولة، أبرزهم حفيد عواس الشيخ "عبدالجليل حزام عواس" و غيره من رجال و مشائخ بلاد "الأحمدي"، حصن الجنوب المنيع، و منبع ثورته الخالدة. 
معركة_صمود_الجبال
المركز_الاعلامي_لجبهه_الضالع