لغة الخطاب التي تضمنها البيان السياسي للمجلس الانتقالي الجنوبي الذي صدر مساء يوم الخميس 23 أبريل / نيسان 2020م، كانت لغة منطقية ورصينة وشديدة في ذات الوقت، وهذه حنكة ومرونة وثقة سياسية لم نكن نعهدها قبل تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي، وهو الأمر الذي يدفعني للتأكيد على اننا نسير في الطريق الصحيح والسليم والأمن نحو تحقيق حلمنا وحلم شهدائنا الأبرار وجرحانا الابطال المتمثل في استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة على حدود ما قبل 21 مايو / أيار 2020م. إن الرسائل التي وجهها بيان ممثل الجنوب (المجلس الانتقالي الجنوبي) رسائل حملت دلالات عميقة لها أبعاد سياسية وعسكرية ومجتمعية هامة (قريبة وبعيدة زمنيًا)، لكن الأمر الذي يجب أن يدركه شعب الجنوب العظيم أن الانتقالي اثبت قوته وهيبته التي يمتلكها، وأن حماية مكتسبات الجنوب والحفاظ على منجزاته الوطنية هدف لن يحيد عنه مهما كلف الأمر. لن أحاول أن اتوغل في تفاصيل البيان أكثر لأنهُ واضح الهدف والمعنى، ولا يحتاج لأي تفسير، غير أن ما دفعني إلى كتابة هذا المقال هو الغمزات التي لحظتها، ولحظها الكثيرون، والموجهة إلى شعبنا الجنوبي العظيم، والتي تلزمه القيام بدوره الوطني في المرحلة المفصلية التاريخية التي نعيشها من تاريخ ثورتنا الجنوبية المجيدة، والتي تتطلب موقف واضح من كافة الجنوبيين، فالمرحلة لا تحتاج لضبابية بقدر ما تحتاج إلى الشفافية، والصرامة، والوضح في الموقف والهدف. إن المسؤولية التي وضعها اليوم الانتقالي بين يديّ شعب الجنوب العظيم لا تقل أهمية من سنوات النضال الطويلة السابقة، وهي مسؤولية مشتركة تحتم علينا كجنوبيين التكاتف والوقوف في صف واحد إلى جانب المجلس الانتقالي الجنوبي الذي أثبت قدرته على تحمل المسؤولية التاريخية الوطنية الجنوبية لاستعادة دولتنا الجنوبية كاملة السيادة. إن الغمزات التي وجهها الانتقالي الجنوبي إلى شعب الجنوب الأبي واضحة، أهمها تأكيده بأنهُ إلى "جانب شعب الجنوب الذي يكافح من أجل أهدافه الوطنية السامية، والذي لن يبقى بأي شكلٍ من الأشكال تحت طائلة عبث الحكومة اليمنية ونهجها الإفسادي ومحاولاتها في تصعيد معاناته".. وهذه النقطة واضحة كثيرًا، فقط تحتاج إلى عمل من قبِل شعب الجنوب، يتمثل في الانتفاض ضد حكومة الشرعية اليمنية، وإعلان عدم قبوله بها في أرضه الحرة مهما كان الثمن. وتتمثل الغمزة الأخرى في قول الانتقالي "نعلن دعمنا للخطوات التصعيدية التي يقودها الشعب والمقاومة حمايةً للمكتسبات وحفاظًا على المنجزات الجنوبية الوطنية".. وهو خيار بيد شعب الجنوب للإنتفاض ضد الشرعية اليمنية، والمطالبة بأن يتولى المجلس الانتقالي الجنوبي زمام إدارة الجنوب بعد أن يسيطر على كافة موارد الجنوب، بعد تطهير أرضه من أي احتلال. فيما تتمثل الغمزة الثالثة في قول الانتقالي: "نُحييّ المواقف الصلبة للإرادة الشعبية الجنوبية ممثلة بصوت الشعب والمقاومة، ونؤكد وقوفنا الكامل في صف شعب الجنوب ومقاومته الباسلة البطلة".. وهذه نقطة تحتاج إلى نزول كافة أطياف الجنوب إلى الشارع للضغط على التحالف العربي لتمكين المجلس الانتقالي الجنوبي من إدارة الجنوب بشكل كامل ودون أي إملاءات. أيها انهض يا شعب الجنوب الحر، واعلنها بصراحة انك لن تقبل بعودة حكومة أكلت الأخضر واليابس، وانك لن تقبل بغير المجلس الانتقالي الجنوبي لإدارة الجنوب الأبي. ... ... #علاء_عادل_حنش 24 أبريل / نيسان 2020م