عندما قرر الجنوبيون الدخول في وحدة مع الأشقاء في "الجمهورية العربية اليمنية" كان الهدف من الوحدة "سيئة الصيت" الولوج في "وحدة عربية قومية شاملة"؛ بهدف توحيد قوة وشمل الدول العربية، غير أن فكر "التسلط والفيد والنهب والاقصاء والتهميش" الذي مارسه "نظام صنعاء" آنذاك كان سببًا رئيسيًا ومباشرًا في فشل تلك الوحدة.
لذا، فإن مطلب أبناء الجنوب اليوم في استعادة دولتهم كاملة السيادة على حدود ما قبل 21 مايو / أيار 1990م، مطلب عادلة، وحق، ويجب على العالم أجمع القبول بأمر الواقع؛ فذلك المطلب الجنوبي كان نتاج "همجية وعنجهية وممارسات" (نظام صنعاء) ضد أبناء الجنوب منذُ إعلان تلك "الوحدة المشؤومة" وحتى عام 2015م بعد أن تشكلت قوات المقاومة الجنوبية التي استطاعة - بفضل الله، ومن ثم بفضل التضحيات العظيمة التي قدمها كل من انخرط في قوام المقاومة الجنوبية - تأمين اغلب محافظات الجنوب.. وقد قدم الجنوبيين في سبيل هدفهم المتمثل باستعادة دولتهم قوافل من الشهداء والجرحى، ومن المستحيل أن يتنازلوا عن ذلك الهدف السامي مهما كانت العواقب، فإما تحقيق حلم الشهداء والجرحى، وأما السير على دربهم بكل شموخ وعزة.
واليوم، عندما نشاهد أبناء الجنوب وهم يدافعون عن القضية الفلسطينية "قضية العرب أجمع" فهذا أمر بديهي؛ فالجنوبيين ترعرعوا وتربوا على النهج القومي العربي الذي لا يقبل المساس بأي أرض عربية مهما كان الأمر، بل أن حلم "الوحدة العربية الشاملة" ما زال يراود أبناء الجنوب، ولن يتخلوا عنه مهما كان.
ولا تستغربوا أن سمعتم يومًا بأن الجنوبيين، بعد أن استعادوا دولتهم كاملة السيادة، يطالبون بـ"وحدة عربية شاملة"، لكن تأكدوا بأنهم لن يكرروا الخطأ مرةً أخرى بالبدء في مشروع "الوحدة العربية الشاملة" من "الجمهورية العربية اليمنية"، بل سوف يكون من "قلب الخليج العربي".