علاء عادل حنش
أصبح كافة المواطنون يعيشون حالة من الهلع والرعب جراء انتشار الوباء المستجد كورونا (كوفيد_19) في أنحاء العالم، لا سيما بعد أن حصد أرواح الآلاف من البشر، وأصبح الشارع الجنوبي متخوف بشدة من ظهوره خصوصًا مع الأوضاع المعيشية المتردية، وتنصّل حكومة الشرعية اليمنية من القيام بواجباتها تجاه المواطنين.
اليوم يقوم المواطنون، قدر الإمكان، بإجراءات احترازية علّها تبعد هذا الوباء عنهم، وتمنع انتشاره، غير أنه يبدو أن جشع التجار والمسؤولين سيمنع ذلك؛ فبعد أن ارتفعت أسعار (الكمامات) خلال اليومين الماضيين إلى أسعار خيالية فاقت الضعف مع انعدامها في بعض الصيدليات، بالإضافة إلى الإجراءات التي يقوم بها المستغلون للأزمات في (منفذ العبر) من استغلال للمواطنين، وفرض رسوم قيمها (200 ريال سعودي) على كل مواطن عابر المنفذ بحجة الفحص للتأكد من عدم الإصابة بـ(كورونا)، وهي ممارسات أقل ما يمكن القول عنها (حقارة المسؤولين، واستغلالهم للأزمات).
هذا الاستغلال وغيره، يأتي في ظل عدم وجود (كورونا) في بلدنا، فما بالكم لو - لا قدر الله – تفشى هذا الوباء، فبتأكيد سيكون الاستغلال أبشع وألعن بكثير.
إن أبشع سلوك قد يمارسه التجار والمسؤولون هو استغلال الأزمات الطبيعية لجني الأموال الطائلة، غير أنهم لم يدركوا بأن كل تلك الأموال زائلة، وستكون هباءً منثورًا.
يجب أن يدرك كافة التجار والمسؤولين في العاصمة عدن وباقي المحافظات، والمتواجدين في فنادق الرياض وتركيا وغيرهما أن استغلالهم لوباء (كورونا) الذي أرعب العالم كله سيكون ثمنه باهظًا، ولن ينالوا إلا الخزي والعار، وأن فكروا في استغلاله لجني الأموال فإن لعنة الشعب ستلاحقهم طيلة حياتهم حتى يأخذ الله حقهم، أو يسلط الله من يأخذ للشعب حقه.
فبدل أن يفكر التجار والمسؤولون في كيفية استغلال الوباء لجني الأموال، عليهم التفكير في الطرق الممكنة لمساعدة المواطنين لا سيما أننا نعلم أن الكثير من المواطنين في بلدنا يعتمدون على قوت يومهم من خلال الأجرِ اليومي، ولو فرضنا أن حظر التجوال طُبق فعليًا فكيف سيكون مصير هؤلاء في ظل انعدام الإمكانيات؟!
أخيرًا.. أوجه هذه الهمسة لجميع التجار والمسؤولين والمتنفذين مفادها أن يعلموا تمامًا أن كورونا ليس للتجارة والربح والاستغلال، بل عليهم أن يرحموا الشعب، ويخففوا عليه بقدر استطاعتهم، وأن يمدوا يدهم للشعب، فالشعب هو من سيرفعكم إلى السماء، وهو ذاته من سيرمي بكم إلى قاع الأرض.