كتب /
علي ثابت القضيبي
١/ مُفارقة مُثيرة للضحك وبأعلى درجاته ، فالحوثيٌ يسحقهم في نهم ، وإستولى على أرتالٍ من العتاد والمصفحّات وخلافه ، ثمّ يُطبقُ عليهم في الجوف ، وهم يولون إدبارهم كالجرذان المذعورة بما خَفّ حمله .. الصّادم أنّ الجنرال محسن الأحمر يدخل سيئون - جنوباً - بالأمس دخول الفاتحين ! وألف علامة تعجٌب هنا ، وفوق ذلك يخطب وبكل صفاقةٍ ووقاحة أنّ سيئون حاضنةً للنازحين ، وأدهىٰ منهُ انهُ يُشير للأقاليم التي سيسودها الرّخاءُ والعدل الإجتماعي .. إلخ ، مع أنّ كل أقاليمه الشمالية بيدِ الحوثي عدا مأرب التي هرب منها !
٢/ هنا عندما يخطبُ الجنرال محسن متحدثاً عن الأقاليم ، يُستوحىٰ من خطابهِ أنّهُ على وئامٍ تامٍ مع الحوثيٌ ، وأنّ الحوثي سَيُسلم ما إحتلّهُ بالقوة للجنرال وسِواهُ ليقيموا أقاليمهم إيّاها ، أو يُستوحى من حديثه أنّ خيوط إدارة الحرب القائمة بِيدهِ ، أو هي بِيد مَن يُوهمهُ بما ستكون عليه الخارطة بعد الحرب ، أو يُشْتمٌ أنّ ضَربهِ أو إستسلامهِ وقوّاته في نهم والجوف كان مدروساً وتمّ بِتنسيقٍ مع الحوثي .. كلٌ هذه طروحات تستحقٌ التّأمل فعلاً .
٣/ أثقُ مُطلق الثقة أنّ الدّموي محسن في دخيلة نفسه يُدركُ جيداً حجم المقت والكُره الذي يُطوقُهُ ووجوده على أرض حضرموت وكل جنوبنا ، حتّى وإن بَدت الإبتسامات واسعة على وجوه مَن إستقبلوه هناك ، وهم من موالييه أصلاً .. ولكم أتمنّى أن يُظهر لهُ الشارع الحضرمي في الدّاخل أو الناشطين الجنوبيين صُوراً تُعبر عن مقتهم له ورفضهم لوجوده هناك ، ولو بِكتاباتٍ في الشوارع والطرقات ، أو بِتكثيف رفع علم الجنوب على المنازل وكل موقع ومكان ..
٤/ يَنكسروا في الشّمال ويُهزموا ويستسلموا في معارك هزلية سخيفة مع الحوثي ، ولم يضعوا أو يقدموا أي تبريراتٍ مُقنعةٍ سواءً للشارع هنا أو للإخوة في التحالف الذين جاءوا لنصرتهم كما يقولون ، وهذا أمرٌ لافت للإنتباه .. وشخصياً أتساءل : هل ثمّةَ سيناريو وراء كل مايجري على هذه الرقعة من الأرض ؟ واتمنى أكثر من أخوتي الجنوبيين أن يتدارسوا هذا كثيراً ، وأن يبتعدوا عن التّهويماتِ الجوفاء في فضاءاتٍ لاسقف لها ولا أرضٍ تحطٌ عليها ..
٥/ مع كل هذا الزّخم شمالاً ، يغرقُ شارعنا الجنوبي في تعليقِ الأمال على قُوىً أو فصيلٍ ديني أعلنَ ولائه مِراراً لولي الأمر ، أو الركون على قواتٍ يفترضونها جنوبية وهي تقاتل تحت إمرة الجنرال الدموي الأحمر ، واليوم تتكشّف شحنات أسلحة مهولة داخل حوش يتبع شمالي في ضواحي عدن ، وقبلها بأيّامٍ تُضبطُ شاحنة دِينّا مُحمّلةً بكميّاتٍ هائلة من الأسلحة ، وبالقطع هناك شُحنات وشحنات مرقت الى داخل عدن وغيرها ، أمّا الأفراد فهم أفواجاً داخل عدن وسواها ! كلٌ هذا ليس مزاحاً ولاعبثاً ولاشك ، بل هو يستدعي الإستنفار وبأعلى درجاته ، وايضاً عدم الركون على الملمس الناعم وتطمينات الإقليم بالنسبة لإتفاق الرياض المرفوض من الشرعية ..
٦/ اليوم ايضاً ، يتمٌ إيقاف قياداتٍ من الإنتقالي من الوصول الى عدن ! وهذا يقرع جرس إنذارٍ من النوع الخطير جداً ، فكل مايجري يُجزمُ وبالقطع بأنّ ثمّة سيناريو خبيث مُبَيّتٌ لنا كجنوبيين ، أمّا مِن مَن ؟! فهذا معروفٌ للكل ، وإكتشافات الإسلحة المدسوسة ، ونزول الجنرال الأحمر الى تخومنا ، ومنع قيادتنا من الوصول الى أراضينا وبأوامر من التحالف كما يُقال ، كلٌ هذا يستدعي التّعاطي معه بحنكةٍ وبنوعٍ من الجدية .. أليس كذلك ؟!