كتب / /
رامي الردفاني
على مدى العصور السابقة كانت الحروب تجلب الكوارث وتؤثر على حياة الشعوب في كافة المستويات ،وأكبر شريحة تتأثر بالحروب هم شريحة الأطفال ، فمنذ إندلاع الحرب في اليمن تعرض الأطفال لأكبر عملية إستغلال في تاريخ البشرية من قبل القوى المتصارعة على السلطة لاسيما في مناطق النزاع.
فقد أدت الحرب الظالمة والوحشية في اليمن من قبل المتمردين الحوثيين الى تهجير مئات الآلاف من المواطنين من مناطقهم الى مناطق أخرى ، ناهيك عن تدمير المدارس لهذا الآلاف من الأطفال ممن هم في التعليم قد تركوا مدارسهم بسبب الحرب وأصبحوا ضحية سهلة للوحوش المفترسة من البشر أو انهم حرموا من التعليم ومن حقهم في الطفولة.
والغريب في الأمر في اليمن أن أطراف الصراع فيها قد استغلوا شريحة الأطفال أيما إستغلال ، وذلك من خلال الزج بهم في جبهات القتال مستغلين ظروفهم المعيشية التي يعانون منها ، فقد فتحت لهم المعسكرات في كل مناطق النزاع أمام مرأى ومسمع من العالم الذي لم يحرك ساكناً ،مستغلين بذلك صغر سنهم ،حيث قتل وجرح منهم الآلاف وهم في جبهات القتال ، فضلاً عن من تم إستهدافهم وهم في منازلهم من قبل عصابات الحوثيين المتمردة.
لقد أصبحت شريحة الأطفال في اليمن سهلة الإصطياد من قبل الجماعات الإرهابية ، بعد أن تخلت عنهم شرعية الفنادق المفضوحة وتركتهم بين أنياب ومخالب الضباع الجائعة التي لاترحم لاصغير ولاكبير ، وإستغلوا بطريقة وحشية ،لم يسبق لها مثيل في تاريخ اليمن.
اليمن تعاني من إنتشار كثير من المشكلات الإجتحاعية التي تؤرق المجتمع ،كالبطالة والفقر والثأر وعمالة الأطفال وتعاطي القات وغيرها ،نتيجة السياسات الخاطئة التي اتبعتها الأنظمة التي تعاقبت على حكم اليمن ، فأطفالنا اليوم باتوا ضحية سهلة لكل من أراد إستغلالهم وتسخيرهم لتنفيذ أجنداته الإجرامية ، بعد أن حرم الكثير منهم من حقهم في التعليم واللعب ،وسيقوا الى الجبهات والمحارق تحت تهديد السلاح والترهيب من قبل المتمردين الحوثيين الذي وصل بهم الحال الى استخدام الأطفال كدروع بشرية ، عندما تشتهد عليهم المحن والصعاب.
ومايحزن في النفس ويؤلم القلب هو مانراه من حالة الاستغلال الحقيرة التي وصل اليها ممن يستخدم الأطفال في تنفيذ أجنداتهم الخبيثة كان الأولى به ، أن يدعهم ويشجعهم على التعليم بدلاً من جرهم الى المحارق مثل مايفعله الحوثي الانقلابي الذي لاعهد له ولادين وهمه الوحيد هو قتل الطفولة البريئة بخزعبلاتهم الخرافية التي تملأ عليهم من قبل قطعانهم الجائعة التي تقتات على دماء الأطفال،الذين لاحول لهم ولاقوة ، بس حظهم النحس أوقعهم في قبضة الظالمين.
والطامة الكبرى أن الأطفال قد سلبت أحلامهم وابتسامتهم فقد وصل بنا الحال الى أنه في مناطق سيطرة الإصلاح لاسيما في تعز اليمنية يتعرض الأطفال للإغتصاب في وضح النهار وفي مراكز الإحتجاز التي باتت مأوى للدعارة والرذيلة والجريمة المنظمة وخصوصاً في مناطق سيطرة الإصلاح الحزب المعتوه وعصاباته الاجرامية ،ياترى الى أين وصل بنا الحال في بلدنا الحزينة والمغلوبة على أمرها ، وحتى الذين في سن الطفولة لم يبقى لهم شئ ، سوى التسكع في الشوارع التي باتت أماكن خصبة لإفساد الأطفال ، ناهيك عن تعاطيهم للمخدرات والخمور التي تباع في بلادنا دون حسيب أو رقيب ، وقد شبه البعض بلادنا بالغابة التي يأكل فيها القوي الضعيف دون أن يجد من يحميه ، وهذا هو حالنا في اليمن ،اللهم لاحسد ،إنهم يقتلون طفولتي البريئة ,.وأحلامي بحروبم ..!!