علاء عادل حنش
..
لا أحد يستطيع انكار أن ثقافة "المحبة والسلام" تأثرت تأثيرًا كبيرًا في السنوات الماضية، وأصبحت شبه مفقودة في وطن جنوبي كانت ثقافة "المحبة والسلام" سائدة فيه بقوة.
ولا يوجد أدنى شك بأن الحرب الهمجية الأخيرة ضد الجنوب، وما قبلها من حروب وممارسات كان يمارسها "نظام صنعاء" ضد أبناء الجنوب، وتحديدًا منذ قيام الوحدة اليمنية "سيئة الصيت" في 21 مايو / أيار 1990م، كانت مخلفاتها جسيمة، وفظيعة للغاية، وتسببت في كثير من الازمات في الجنوب، الأمر الذي ألقى بضلاله الداكنة على ثقافة "المحبة والسلام" التي كان يعيشها المواطن الجنوبي قبل ذلك التاريخ الأسود.
إن المتابع للوضع في الجنوب يدرك تمامًا كيف كانت ثقافة "المحبة والسلام" سائدة في المجتمع الجنوبي، قبل أن تحل الوحدة "الوحدة المشؤومة"، وتدمر ليس فقط ثقافة "المحبة والسلام"، بل كل شيء جميل كان يعيشه أبناء الجنوب.
لذا يجب أن يدرك جميع الجنوبيين أن ثقافة "المحبة والسلام" هي السبيل نحو الخروج من قوقعة "مخلفات الوحدة"، وهذا ما يجب على المجلس الانتقالي الجنوبي العمل عليه، وإيجاد الحلول الملائمة لهذه المعضلة التي أصبحت تشكل خطرًا حقيقيًا على المجتمع الجنوبي.
إن الحلول التي نراها مناسبة لهذه الازمة هي بالعمل بكل جدية في زراعة ثقافة "المحبة والسلام" وذلك من خلال عدة نواحي يجب الاهتمام بها، ورعايتها بشكل كبير، وأهمها تفعيل دور الائمة وخطباء المساجد، إلى جانب ترشيد الخطاب الإعلامي، والتزام الصحافيين والإعلاميين الجنوبيين بالخطاب الذي يدعو للمحبة والسلام، بالإضافة إلى إقامة الندوات وورش العمل التي تعرف بأهمية ثقافة "المحبة والسلام"، وتفعيل دور الأدب والثقافة الجنوبية من خلال الاهتمام بالأدباء والمفكرين، والمساهمة في انشاء المكتبات التي تحتوي كل أنواع الكتب (العربية والأجنبية)، وتوفير (دار نشر خاص بالأديب الجنوبي)، وإقامة المسابقات الثقافية والفكرية والدينية والرياضية والفنية في كل محافظات الجنوب، إلى جانب الاهتمام بالجانب الرياضي، ودعم الأندية الرياضية الجنوبية، وتشجيع المواهب الرياضية، بالإضافة إلى ضروري تفعيل دور الفن والمسرح في الجنوب.
إلى جانب كل ما سبق ذكره، فإنه يتبقى أهم دور، وهو تعزيز دور المعلم والاكاديمي الجنوبي، ورعايته رعاية خاصة، فهو أساس كل هذا العمل، ومن المدرسة والجامعة يبدأ نشر وترسيخ ثقافة "المحبة والسلام".
إن مهمة إعادة ثقافة "المحبة والسلام" لأبناء الجنوب ليست سهلة، كما انها في ذات الوقت ليست مستحيلة، وكل ما نحتاجه هو الجدية في العمل، والبدء اليوم قبل غدًا في العمل على تعزيز هذه الثقافة التي دمرتها "مخلفات الوحدة اليمنية".
ندرك جميعنا أن هذه المهمة ليست مهمة المجلس الانتقالي الجنوبي وحده فقط، بل هي مهمة كافة أبناء الجنوب؛ فبدون التعاون والتكاتف في مواجهة هذه الأزمة لن نستطيع الوصول إلى بر الأمان.. المهمة واحدة ومشتركة بين الجنوبيين كافة.
...
علاء عادل حنش