#العقدة_النفسية ( #عيدروس_الزبيدي )

#العقدة_النفسية ( #عيدروس_الزبيدي )

 
كتب //
عبدالقادر القاضي 
أبو نشوان
       
قد يستغرب البعض احياناً ويتسائل لماذا كل من في الشرعية من خليط لايريدون اي تقارب مع عيدروس الزبيدي شخصياً ،، 
إلى درجة انهم يقبلون بالحوثي ولا يقبلون المجلس الانتقالي الجنوبي وبالأخص حينما يكون رئيس ذلك المجلس عيدروس .
مشكلتهم مع عيدروس انه جاء من خارج تاريخهم وماضيهم ، ولم يكن في يوم من الأيام شريكاً معهم في كل عبث الماضي الذي كانوا شركاء فيه كقيادات حزبية وعسكرية وسياسية ودينية كانت ومازالت جميع بصماتهم مطبوعة عليه .
مشكلتهم مع عيدروس هو انه لاينتمي سياسياُ ولا عسكرياُ ولاحزبياً الى تلك الحقبة ولا يمت بصلة لذلك الزمن ولم يشارك في كل ما انتجته اليوم تلك القوى والأحزاب الشمالية من حروب وصراعات وتهميش وتقاسم غير مشروع للسلطة بين شمالي وشمالي ونبذ كل ماهو جنوبي ،، 
مشكلتهم مع عيدروس انه لا يجيد رقص الشرح في قاعات السفارات ليرقص منطرباً على وجع الناس ليحتفل بثورة ،، 
مشكلتهم مع عيدروس انه جائهم من عالم موازي لهم كانوا قد ظنوا انهم استطاعوا أن يدفنوه،، فجائهم من أقصى الجنوب رجلاً ليقول لهم أن الجنوب حاضراً بشعبه وقضيته وارثه القديم كدولة وكشريك وند.
مشكلتهم معه أن ماضيه ناصع مشرف وحاضره بات مفخرة لكل جنوبي حر أصيل ،، ماضيه لايمكن لهم اختراقه ،، وهذا مايزعجهم بهذا الرجل .
مشكلتهم مع عيدروس أنه جائهم من الماضي الأصيل والزمن الجميل لجنوب بات اليوم اقرب الى استعادة نديته امام من انكروها بعد ان فرضوا الوحدة بقوة السلاح ،، واستعادة ندية الجنوب هو حق مشروع امام كل من يعتقدون أنهم أوصياء على الجنوب دون غيرهم وماهم في غالبيتهم إلا امعات تقاد ولاتقود .
مشكلتهم انه رجل الأبيض والأسود الذي لايتلون مثلهم فهو قادم من زمن وتجربة قاسية لم يكن متاح له فيها أن يمارس هواية التلوين .
لذلك لا تتسائل لماذا يعادون هذا الرجل ولايستطيعون أن يصلوا معه الى إتفاق ،، 
 لانهم ببساطة يعلمون أن عيدروس لم ولن يبيع او يساوم في ثوابت أصيلة للشعب الجنوبي ولا يملك ذلك ،، لكنه مستعد للذهاب الى ابعد نقطة في الحوار حينما يخص المتغيرات واليات تنفيذها دون أن يغير رأيه في الثوابت .
تلك هي مشكلتهم مع عيدروس الزبيدي بشكلها الشخصي وبتشخيصها النفسي فغالبيتهم يشعرون أمامه بعقدة النقص حينما يلجئون للمقارنة بين أرثهم الأسود من ماضيهم السياسي القبيح والموغل في ذبح الوطن ككل ،،
مشكلتهم مع عيدروس انهم يريدون الجنوب تابع ذليل ،، بينما عيدروس يريد الجنوب نداُ عزيز كما يفترض به أن يكون. 
عيدروس نسخة أصيلة للقائد الجنوبي الصلب الذي يمثل حلم جيل وشعب بأكمله كان ينتظر لحظة فارقة في تاريخ نضالاته وتضحياته ليولد قائد من بين اوجاع ضلوعهم ونيران حروبهم ،، فكان عيدروس الزبيدي وكان المجلس الانتقالي الجنوبي ومن خلفهم الملايين من شعب الجنوب يؤيدون مجلسهم وقيادته في زمن كشفت فيه كل الوجوه وصار الفساد فيه كالجبال.
 انه كابوسهم الذي لم يتمنوا ان يروه متجسداُ على أرض الواقع ..
                فأصبح واقع ..
.
.