بقلم/ اصيل السقلدي
تواصل مليشيات الحوثي الإرهابية إصرارها على سفك دماء المواطنين في محافظة الحديدة، فبعد إعلان الأمم المتحدة هدنة إنسانية في محافظة الحديدة في نهاية العام الماضي اشتدت وتيرة الجرائم الدموية الحوثية بحق التهاميين .
فالهدنة الأممية الإنسانية في الحديدة أصبحت هي الفرصة التي أعادت لمليشيات الحوثي طاقتها بعد أن كانت تلفظ أنفاسها الأخيرة عقب تجرعها مرارة الهزيمة الكبيرة في عملية تطهير الحديدة التي نفذتها القوات المشتركة وأوقفتها الأمم المتحدة عند تطهير أجزاء من أحياء مدينة الحديدة الشرقية وسط هروب من استطاع الهرب من مسلحي مليشيات الحوثي الذين تعرضوا لخسائر عسكرية فادحة أمام القوات المشتركة .
فقبل إعلان الهدنة الأممية كانت مليشيات الحوثي مجرد فلول تهرب كالفئران ومتخفّية خلف الأشجار أو تتخندق في جحورها وفي الأنفاق التي حفرتها لتتنقل عبرها ولا تستطيع أن تتحرك بالآليات العسكرية التي تملكها بسبب الغطاء الجوي المفروض على مواقعها، وكانت أكبر وسيلة نقل تستخدمها هي الدراجات النارية مع أن استخدام المليشيات لها هو أيضاً قد يعرضها للإستهداف .
وعند إعلان الهدنة الأممية استعادت مليشيات الحوثي عافيتها واتخذت منها فرصة لبناء وتعزيز قواتها بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة والأفراد واستطاعت تحريك تعزيزاتها بكل أريحية، لأن الطرف الآخر ملتزم بالهدنة بعكس مليشيات الحوثي التي عُرفت بنقضها للعهود وخرقها لأي هدنة تتعهد بتنفيذها .
وهنا استثمرت مليشيا الحوثي الهدنة لتشن حربها العبثية الإجرامية ضد المواطنين في محافظة الحديدة، فلا يكاد يمر يوم ولا تسفك فيه المليشيات دماء مواطنين أو تدمر منازلهم بقصفها للمدن والقرى السكنية بالقذائف المدفعية وأسلحتها الرشاشة والقناصة فاصبحت حالة المدنيين بعد إعلان الهدنة بعكس حالة المدنيين قبل إعلان الهدنة الذين كانت نسبة تعرضهم لإعتداء الحوثي أقل مما يتعرضون له بعد إعلان الهدنة .
مليشيات الحوثي كانت قبل الهدنة لا تقوى على الدفاع عن نفسها من القوات المشتركة وتضطر إلى زراعة حقول الألغام ومحاولة الدفاع عن نفسها بطريقة حرب العصابات لأنها لا تستطيع مواجهة القوات المشتركة، لكنها أصبحت اليوم تملك عتاد عسكري ثقيل تقوم بدك المنازل في الحديدة فوق رؤس ساكنيها دون رحمة أو شفقة .
وسبب إصرار المليشيات الحوثي على استمرارها في سفك دماء المدنيين في الحديدة يعود إلى صمت الأمم المتحدة التي وفّرت للمليشيات المناخ والوقت والغطاء المناسب لتقوم بجرائمها في إبادة المدنيين وهو المشروع التي وجدت المليشيات من أجله ولكنها تجيد تنفيذه في الحديدة لانها أصبحت تنفذ جرائمها دون رادع لها .
وهنا يتضح لنا أن سبب همجية وإجرام مليشيات الحوثي بحق أهالي الحديدة بعد أن وفرت لها الهدنة الأممية كل وسائل الإجرام هو انتقام من أبناء الحديدة الذين رفضوا أن يتبعوا مشروع المليشيات الكهنوتي التدميري الخبيث والذين رفضوا أيضاً أن تكون الحديدة بيئة قابلة لفكرها التخريبي والإرهابي .