#علاء_عادل_حنش
لا يختلف اثنان على أن دور أبطال قوات المقاومة الجنوبية (بكافّة تشكيلاتها وتفرعاتها) يعتبر الدور الأبرز والأقوى منذ اندلاع الحرب على الجنوب في مارس / اذار 2015م وحتى اللحظة؛ فالتضحيات العظيمة التي قدمها جنودنا البواسل في مختلف جبهات القتال إلى جانب التصدي للإرهاب والتيارات المتطرفة هي من أوصلتنا إلى ما وصلنا إليه اليوم من مرحلة تاريخية مهمة في مسيرة الثورة الجنوبية، ولولاهم، بعد الله سبحانه وتعالى، لما تحققت للجنوب كل هذه الانتصارات التي نعيشها الآن.
جنودنا الأبطال.. ما سأقوله في خضم هذا المقال لا يقلل من دوركم قيد أنملة، وما سيُذكر فيه سيزيدكم رفعةً وشأنًا.. وسبب كتابة هذا المقال يأتي حرصًا واهتمامًا بسمعة وشكل الجندي الجنوبي، فأنتم تمثلون اللبنة الأساسية لبناء الدولة الجنوبية القادمة، ويجب أن تكونوا مثالًا يُحتذى به مهما كانت الظروف والصعوبات التي تواجهكم، ونحن إلى جانبكم.
لله الحمد أن شجاعتكم وتضحياتكم وبسالتكم ونضالكم وشهامتكم لا يستطيع أكبر كبير في هذه المعمورة أن يساوم بها أو حتى يدخلها في أي ناقش؛ فهي معروفة للقاصي والداني، وما الهزائم المُذلة التي تلقاها، وما زال يتلقاها، الحوثي والجماعات الإرهابية إلا خير دليل على ذلك.
ما وددت الحديث عنه يتلخص في كيفية الحفاظ على المظهر العام للجندي الجنوبي الشامخ الذي يفتخر به كل جنوبي وجنوبية، ومن أهم تلك المظاهر التي يجب الحفاظ عليها ارتداء البزة العسكرية كاملةً من (شميز وبنطلون وحذاء وقبعة (طربوش)، أثناء التواجد في الخدمة العسكرية أو حتى عند الذهاب إلى الاسواق وغيرها، حيث يعتبر الزي العسكري دليلًا على الانضباط، كما أنه يوحي بالالتزام والطاعة، ويعزز مشاعر الوحدة والترابط والمودة والتضامن بين الجنود الذين يرتدونه، إلى جانب أنهُ يُعتبر بمثابة هوية للجيش الجنوبي.
جنود الجنوب البواسل.. حديثي عن هذا الأمر لا يعني أنهُ موجهه للجميع، بل هو لمن لا يفعل ذلك، لأن الاهتمام بالهندام واللباس العسكري على الدوام يُعد مطلبا مهمًا لدى جميع الجيوش في العالم نظرًا إلى ما يوحي به من احترام وهيبة للجندي، وما يبعثه في نفوس الأعداء من رهبة وخوف، إلى جانب أنه يعتبر من المقومات الحيوية التي تدل على قوة الجيش وفاعليته، من خلال ما يبثه من شعور بالفخر والزهو بارتداء البزة العسكرية لوطنه، بالإضافة إلى أن الزي العسكري الموحد يعكس النظام والانضباط، ويحث على الطاعة من خلال مختلف العلامات، بما في ذلك الشارات التي تدل على الرتب، وتعزز الهيكلية الهرمية، كما أنّه يرمز إلى القوة والسلطة.
أبطالنا الأشاوس.. من المعروف أن العسكريين يتميزون بملابسهم وطريقة حياتهم وتقاليدهم وعاداتهم وخصوصياتهم، وهذه الخصوصيات تبتعد قليلا أو ربما كثيرا، عن تلك السائدة في المجتمع المدني، حيث تعتبر البزة العسكرية رمز انتمائهم إلى المجتمع العسكري.
أبطالنا الميامين.. إن خوضكم للمعارك ضد الأعداء في مختلف جبهات القتال لحماية أرض وعرض الجنوب يعتبر أفخر وأعظم نضال تخوضونه على الإطلاق، بالإضافة إلى أن الجنود الذين يرابطون في النقاط الأمنية داخل محافظات الجنوب تحت حر الشمس الجهنمي يُعد عملًا وطنيــًا جبارًا.. لذا وجب عليكم أن تتوجون تضحياتكم وبسالتكم ونضالكم بالاهتمام، قدر الإمكان، بالزي العسكري.
حماة الجنوب الأشاوس.. إن قيمة الجيوش الحديثة لا تُقاس فقط بعدد دباباتها ومدافعها والوحدات الكبرى التي يمكن أن تدفعها إلى ساحة القتال، وإنما بالروح التي تسودها وبالتقاليد المغروسة في صفوفها، وبمعنوياتها، فهذه القيم المعنوية تفوق في أهميتها أهمية القوة المادية لنيران الأسلحة، وهي أكثر ديمومة وشمولية، وما انتصاراتكم العظيمة على الحوثي والجماعات الإرهابية إلا دليلًا على ذلك، لكن يجب من تعزيز هذه المعنويات بالالتزام بالزي العسكري سواء وأنتم في جبهات القتال أو في النقاط الأمنية، بالإضافة إلى ضرورة التعامل الراقي مع المواطنين أثناء تواجدكم في النقاط الأمنية مهما كانت درجة تعند المواطن، فنحن منكم وأنتم منا، لكن لا يعني هذا إعفاء المواطن الذي يحاول التطاول على الجندي الجنوبي وهو يؤدي واجبه لأجل الوطن واستقرار الأمن والسكينة لدى المواطنين، فالعمل مشترك بين الطرفين.
..
#علاء عادل حنش
14 سبتمبر / أيلول 2019م.