سيأتي ذلك اليوم الذي سيسأل فيه الشاب عن حقه في التعليم بالأمس كان طفلاً يريد أن يستقي العلم لكي يواجه و يدافع عن شيء مفقوداً في وطنه أو افتقده المعلم أو المواطن العادي وهو الحق الذي لطالما نادوا به و لكن حين ينسى المطالبون بحقوقهم إنهم فعلاً أهملوا أطفال وطنهم دون ذنب ...الطفل عندما ينتظر ذلك اليوم الذي يذهب به إلى المدرسة فرحته وهو في السنوات الأولى ..كيف تقدر أن توصف تلك المعاناة و الحزن و الخذلان الذي دخل بنفسه و لم يعد يرى للتعليم أهمية كبيرة كما كان سابقاً ...لأنه أدرك أنه بقوة السلاح و البلطجة سيأخذ حقه بدون أي إحساس بالمسؤولية أو التفكير بجدية أثناء مواجهة أمور صعبة في حياته ..كيف تعتقد إن يواجهون مثل هذه الحالات مستقبلاً و عقولهم قد أصابها العمى ....يبقى السؤال هنا هل أنت تريد بناء جيل متعلم فعلاً أو بناء مكانة في رصيد مالي ؟
لم ينكر أحداً إنه حق من حقوقكم و خاصة مع الأوضاع التي تمر بها البلاد و لكن هل تعلم إن المخطط الذي تم وضعه مسبقاً ..هو هدم التعليم تماماً لإضعافكم و إذلالكم ..و هنا أنتم لن تكونوا قادرين على إعطاء الطفل حقه و الأنشغال في المطالبة بالحقوق التي جعلتكم لا تفكرون سوى كيف نخرج حقنا و مستحقاتنا من دولة خططت لهذا الشيء و لم تعطي أي إهتمام لأنه جاء ما تريده بسهولة دون الحاجة إلى العنف ...وجدت إن الكل يبحث عن الحق بينما التعليم لم يجد حقه في نفوس الأطفال الذين يعانون أيضاً من نفس الشيء وهو فقدان الثقة بالنفس بسبب ضياعهم عن النور العقلي ...ذلك النور الذي يغرس في العقل و يحفر على مر الزمان و إن وجدوا من يعلمهم و يغرس فيهم الأخلاق و القيم و الدفاع عن حقوقهم أولاً و عن حقوق الإنسان و نفسه ...و كيف يفعل هذا كله وحده ...دون ثقافة و معرفة و وعي ...ماذا تتوقع عندما يكبر هؤلاء الأطفال أن يفعلوا في وطنهم و في داخل تدور الفتن بينهم ..كيف سيصدق أو يتماشى مع عقول الآخرين ...سيكون كالدمية يحركها كل من جاء و ببغاء يقول ما يقولوه الآخرون بدون تفكير ...و لهذا ليس الحق عليه بل على من أهمل حقهم الأساسي في الحياة منذ البداية و تفرغ بنفسه فقط..
و عندما يقال الحق أنه ما يحدث الآن ليس وقته المناسب ستجد الكل يهاجمك بشتى الوسائل و الطرق..
لا يعلمون إنهم بأفعالهم هذه خذلوا أطفالاً و شباباً أنتظروا حقهم المسلوب منهم؛ و لعلهم يجدوا بصيص أمل لإعادة أفكارهم المشتتة من جديد حتى يعرفوا يميزوا بين الحق والباطل،
و إن كان هناك فعلاً صحوة و نهضة علمية تخرج الأطفال من عالمهم المظلم دون مقابل و التضحية من أجلهم سيكون هذا إنجاز كبير يفشل مخططاتهم مهما كانت الظروف الصعبة في وطنهم و سيأتي التقدم و السلام بعد غيابهم بسبب غفوتهم التي كانت سبباً في تمني الكثير بالعودة إلى الخلف حيث كان العلم من الأساسيات و مزدهر و هكذا كان الأمن و الاستقرار فيها و الإنسان يعيش دون عناء و ليس كما هو الحال الآن ..
و كأن حركة التنمية توقفت في تلك الفترة الماضية ...بدل من التقدم إلى الأمام ..أصبح الرجوع إلى الخلف أرحم من التقدم بدون وعي ...و عدم وجود إهتمام للجيل القادم...
لكي تهدم دولة أو حضارة بأكملها عليك إن تنشر الفتن فيها و تستخدم سياسة التجويع و التخوين حتى لا يثق أحد بالآخر مهما فعل و التجويع حتى يبقى يطالب بحقوقه مهما كلفه الأمر نسيان واجبه إتجاه إنشاء جيل متعلم ...هذا هو المراد من الأفعال المخططة لها ...التعليم في الماضي (رسالة) و في الحاضر مجرد وسيلة لكسب المال ...أعيد التفكير من جديد لا تتوقف عند حقك فقط بل أنظر جيدا ما يريده وطنك لكي تعيش في رخاء و أمان ...كل ما يريده هو إعادة الأمل في الطفل بالتعليم...
✍