اعتذاري اليك ياوطني...فهل تقبل الاعتذار

اعتذاري اليك ياوطني...فهل تقبل الاعتذار

في زمن الحروب تتلاشى مفاهيم الوطن والوطنيه وتندثر اخلاقيات الوفاء للوطن تحت ركام الفوضئ الصاخبه التي تنتجها ماكنه الحروب المدمره.
في وطني الجنوب في سنين ماقبل الحرب كنا نحلم باستعادة وطننا الجميل الذي سلبتنا اياه نوايانا الطيبه وسذاجتنا المفرطه.
في زمن الحرب اصبحنا نبحث عن وطننا المسلوب بين اكوام القمامه المتكدسه في شوارعنا واضعنا ترابه تحت فيضانات المجاري الطافحه التي سرقت منا رائحة وطننا الذي كنا نتنفس هوائه العليل في صغرنا صباح مساء ونهبنا متنفساته وحدائقه ومؤسساته ودمرنا ضياء كهربائه التي كانت تزين ليالينا الجميله.
اصبحنا نبحث عن حلم الوطن المنشود بين براثن تجار الحروب ومصاصي دماء الفقراء والمعدمين وبين فكي الارهاب السامه وتحت كروش مسؤلينا المتدليه المتخمه من اموال الشعب المسحوق، بل اصبحنا نستجدي وطننا ممن يطمعون في نهبه بتجاذباتهم التي تم تصديرها الينا رغمآ عنا.
اصبحنا نبحث عن نور الوطن المنشود في دروبه التي زدناها ضلامآ بجهلنا وبانانيتنا المفرطه فاصبحت شوارعنا مضلمه ومدننا مضلمه وانفسنا شديدة الضلام بماكسبت ايدينا من التفريط والهوان في الحفاظ على ممتلكات هذا الوطن وكأن الامر لايعنيننا في شيء.
اعتذر منك ياوطني عن اي تقصير بدر مني ولكني لست سوى شخص بين ملايين من ابنائك الذين يتغنون بك وبنشيدك ويجلدونك بافعالهم الانانيه المسيئه الى اسمك وتاريخك ومكانتك وتقصيرهم في صون عزتك ومجدك بافعالهم المشينه.
لقد نصرناك قولا وخذلناك فعلا كما هي عادتنا دائما، مذ ترعرعنا فوق ترابك وتحت سمائك ونعمنا بخيرات ارضك تركناك وحيدآ عند حاجتك الينا فقد كنا لك الخصم منذ احداث ال66 الى صراعات السبعينات والثمانينات، ذبحناك في احتفال مهيب وكان يوم ذبحك عرسآ وجهنا فيه الدعوات لاخواننا واصدقائنا ليشاركونا بهجة اسقاط مجدك وتاريخك  لنلقي بك في قمة سكرنا ونشوتنا الى ايدي من لايعرفون إلآءآ ولاذمه فكانت لنا ولاحلامنا القاضيه قبل ان تكون لك، ثم عجزنا في 94 عن صونك والدفاع عنك من صلفهم وتجبرهم.
اضعناك وكنا من كان من نصيبه الضياع بعدك، لنكتشف ان لا عزه ولامجد لنا الا بك وبمجدك وعزتك. 
وطني المنشود انا لا استحقك..فانا غير قادر ان انظف وجهك الجميل وانمق ساحاتك وشوارعك وانظف ترابك الطاهر من دنس المعتدين...اعتذر منك فانا لا استحقك فلست بقادر على استعادتك ورسم الابتسامه على محياك.
 
وطني الرائع اعتذر عن خذلاني لك مرارا وتكرارا واقولها حقيقه انه لم يصدقك القول والفعل الا من روو ترابك بدمائهم الطاهره من جريح او شهيد فهم من يستحق ان يكون من ابنائك.
د.طارق مزيده