حضرموت تقرر… الجنوب أولاً

حضرموت تقرر… الجنوب أولاً

حضرموت تقرر… الجنوب أولاً تواجه محافظة حضرموت اليوم مرحلة مفصلية في مسارها الوطني حيث تتشابك التحديات السياسية والأمنية والإقتصادية ضمن سياق واسع يستهدف المشروع الجنوبي بأبعاده المختلفة إلا أن الموقف الحضرمي الأخير جاء ليؤكد أن حضرموت ليست ساحةً للوصاية أو الإقصاء بل شريكٌ فاعل في صياغة مستقبل الجنوب وقد عبّرت مكونات حضرموت بوضوح عن رفضها لاختزال تمثيلها في أي حزب أو كيان منفرد مشددة على انتمائها التاريخي والوجداني للمشروع الوطني الجنوبي وهو ما يعزز من حضورها داخل المجلس الإنتقالي الجنوبي كجسم سياسي جامع لمطالب وتطلعات الجنوبيين كافة غير أن هذا الموقف الحاسم يتقاطع مع مساعٍ مريبة تهدف إلى خلق كيانات بديلة ذات ارتباطات خارجية تسعى لتفكيك وحدة الصف الجنوبي وإضعاف القضية الجنوبية تحت ذرائع متعددة ومن المؤسف أن بعض تلك المكونات لا تزال ترفض الانخراط في حوار جاد وتصرّ على تعطيل أي مسعى لتوحيد الرؤى والمطالب ما يمثل عائقاً فعلياً أمام أي تقدم في المسار السياسي أو الحقوقي وفي هذا السياق لا يمكن إغفال النجاحات الأمنية التي تحققت بفضل قوات النخبة الحضرمية المدعومة من التحالف العربي والتي تمكنت من تطهير الساحل من الجماعات الإرهابية إلا أن هذه القوات تتعرض اليوم لحرب ناعمة تستهدف مواقعها وانتشارها واستقرارها وذلك من خلال الدفع بمسلحين في محيط مناطق تمركزها ومحاولة السيطرة على المنشآت الحيوية ويأتي ذلك بالتوازي مع أزمة اقتصادية تستنزف مقدرات حضرموت حيث تُنهب ثرواتها النفطية لصالح أطراف أخرى في الشمال في ظل غياب التوزيع العادل للموارد ووسط اتهامات مباشرة بوجود قوى عسكرية غير شرعية تتحكم في القرار الإقتصادي وتفتعل أزمات تموينية ومعيشية تؤثر على أبناء المحافظة وهو ما يجعل من المطالبة بالسيادة على الثروات مسألة مصيرية في الوعي الجمعي الحضرمي ومع اتساع رقعة الأزمة جاءت دعوة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي للحوار الوطني الشامل كتعبير صادق عن إرادة جنوبية موحدة تهدف لصياغة رؤية سياسية عادلة تحفظ لحضرموت مكانتها وترسّخ مبدأ الشراكة في إطار الجنوب الفيدرالي المنشود غير أن قوى الفوضى ما زالت تصر على تعطيل هذا الحوار وتأجيج الصراعات في محاولة للالتفاف على الحقوق وفرض واقع مغاير لطموحات الناس إلا أن ما يبعث على التفاؤل هو الوعي العالي الذي يتمتع به أبناء حضرموت والذي شكل سداً منيعاً أمام محاولات العبث والتزييف إذ أثبتت التجربة أن الحضارم يمتلكون من الرؤية والإدراك ما يجعلهم في صدارة الحراك الوطني الجنوبي ليس فقط كمدافعين عن هوية بل كمؤسسين فعليين لدولة مدنية حديثة قائمة على العدالة والتنمية والسيادة إن الجنوب بكل مكوناته وفي القلب منه حضرموت يقف اليوم أمام فرصة تاريخية لإعادة بناء دولته المنشودة ويظل الحفاظ على الوحدة الداخلية وتعزيز الأمن وتحرير القرار الاقتصادي من الهيمنة الخارجية عناصر أساسية في أي مشروع نهضوي مستقبلي ..