جاء خطاب الرئيس عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، أمام مجلس الأمن الدولي كخطوة دبلوماسية مهمة لتعزيز قضية شعب الجنوب على الساحة الدولية، ما يثير قلقًا لدى مليشيا الحوثي وجماعة الإخوان.
من الناحية السياسية، سعى الرئيس الزبيدي لتأكيد أهمية قضية شعب الجنوب وتهميشها في المفاوضات السابقة، مطالبًا بوضعها في قلب النقاشات السياسية. كما يعزز هذا الخطاب الموقف التفاوضي للمجلس الانتقالي الجنوبي في أي محادثات مستقبلية، مما يشكل تحديًا كبيرًا أمام الأطراف المناوئة، خاصة الحوثيين والإخوان.
على الصعيد الدبلوماسي، مخاطبة مجلس الأمن الدولي تُظهر محاولة جادة لاستقطاب الدعم الدولي لقضية شعب الجنوب وكسب تأييد من دول كبرى ومنظمات دولية، مما يزيد من فرص حصول الجنوب على ضمانات دولية في أي تسوية سياسية مقبلة. هذا التوجه الدبلوماسي يُعتبر مزعجًا للحوثيين والإخوان الذين يرون في تقوية موقف الجنوب تهديدًا لمصالحهم السياسية.
من البعد القانوني، ركز الرئيس عيدروس الزبيدي على مشروعية قضية شعب الجنوب باعتبارها قضية حقوقية ترتبط بحق تقرير المصير، وهو ما يمكن أن يشكل أساسًا لمطالب قانونية دولية مستقبلاً. هذا الإطار القانوني يعزز من مكانة الجنوب ويضع مزيدًا من الضغوط على الأطراف التي تسعى لإبقاء الجنوب مهمشًا، بما في ذلك الحوثيون والإخوان.
أما استراتيجيًا، فإن هذه الخطوة تعزز حضور قضية شعب الجنوب في أي تسوية نهائية في اليمن، وتوجه رسالة قوية للأطراف الداخلية بأن الجنوب كيان قائم بذاته، يسعى لتحقيق أهدافه السياسية والاجتماعية. وفي ظل اهتمام المجتمع الدولي بقضية شعب الجنوب، تصبح الجماعات المناوئة مثل الحوثيين والإخوان في موقف دفاعي، حيث سيؤدي هذا الدعم الدولي إلى تضييق مساحات نفوذهم.
خطاب الرئيس عيدروس الزبيدي أمام مجلس الأمن الدولي يعزز قضية شعب الجنوب دوليًا ويعيد طرحها كملف رئيسي في التسوية السياسية باليمن. خطوة استراتيجية تهدف لحشد الدعم الدولي وتعزيز الموقف التفاوضي للمجلس الانتقالي الجنوبي، ما سيشكل إزعاجًا كبيرًا للحوثيين والإخوان.