كتب - فتاح المحرمي
- ونحن في ذكرى اجتياح نظام صنعاء للجنوب وتحويل الوحدة إلى احتلال في 7يوليو 1994م، نتذكر أن أكبر خطأ وقع فيه الجنوبيين، والذي كان في العام 1993م عندما وافقوا أو تم تمرير عليهم مشروع إعادة التقسيم الجغرافي للدوائر الانتخابية حسب نسبة السكان، وليس مناصفة وفق الشراكة في مشروع الوحدة، وبالتالي أصبح تمثيل الجنوب في مجلس النواب ضئيل جداً 55 دائرة انتخابية في الجنوب فقط (أي 55عضو في البرلمان هذا أن فازوا جميعاً بالمقاعد) من أصل 301 دائرة.
- ولكون التصويت في مجلس النواب يعتمد على الأغلبية أكثر من النصف أو ثلثي الأعضاء في بعض القضايا والمشاريع المناقشة، بدأ وكان الجنوب بدون قرار فيه بحيث لم يكن بإمكانه تمرير اي مشاريع لصالحه في ظل الأغلبية الشمالية.
- وتكمن أهمية مجلس النواب في أنه السلطة التشريعية للبلاد، التي تعنى بالتشريعات وتعديلاتها بما فيها الدستور، ومن صلاحياته أيضاً مسألة الحكومة وكذا رئيس الجمهورية في أي مخالفات، وله صلاحيات عزل الرئيس أو رئيس الوزراء في حالة ثبات مخالفتها.
- وهناك أخطاء أخرى ثانوية وقع فيها الجنوبيين عقب الوحدة، أبرزها نقل القوات الجنوبية الاقوى إلى الشمال والقبول بتمركزها في مناطق مغلقة محاطة بالقبائل، عكس ما كان متفق عليه بأن تكون في محيط صنعاء، إضافة إلى الهرولة بقادة الجنوب للعمل في صنعاء دون أي احتياطات أمنية ما جعلهم عرضة لجرائم الاغتيالات التي نفذها نظام صنعاء الإجرامي خلال سنوات ما قبل الحرب.
- صحيح أن الخطأ الرئيسي والأخطاء الثانوية كانت في الماضي وأصبحت ماضي، ولكنه في نفس الوقت هي دروس يتطلب من الجنوبيين أخذ العبرة والاستفادة منها للاحتياط مستقبلاً من اي تمثيل أو تحولات أو نشاط حكومي يكون فيه الصوت الجنوب ضئيل وغير ندي حقيقي سيما خلال أي مرحلة انتقالية قادمة في مسار العملية السياسية للسلام.
7 يوليو 2024م