كتب / وضاح بن عطية
بعد قرارات البنك المركزي اليمني الصارمة ، والمدعومة على مايبدو من الإتحاد الأوروبي ، ورغم تأخر تلك الإجراءات التي من شأنها أن تضرب الحوثي ، وتشل أركانه الإقتصادية ، سيكون لهذا الحدث تداعيات كبيرة ، وخطيرة على الجنوب ، إن لم يكن الجنوب على أهبة الاستعداد ، وهناك ردات فعل وعدد من السيناريوهات ستحدث خلال الأيام القادمة ..
قبل الذهاب إلى تحليل ماسيحدث لابد من توضيح بعض النقاط فيما يخص القرارات الأخيرة للبنك المركزي ومنها :
١- قرار البنك المركزي اليوم بتسليم العملة القديمة إلى أحد البنوك التجارية في المناطق المحررة ، خلال شهرين ، وهذا يعني أنها ستتحول بنفس قيمة العملة الموجودة في المناطق المحررة ، وهذا الأمر سيشعل التعامل بالسوق السوداء في مناطق الحوثي للتخلص من العملة القديمة .
٢- يرى البعض أن أغلب المواطنون في مناطق سيطرة الحوثي لا يثقون بالشرعية ، بسبب تدهور العملة في السنوات الماضية ، ولكن كبار التجار ، والصرافين ، وأصحاب رؤوس الأموال من المستحيل أن يخزنوا مبالغ كبيرة من أموالهم بالعملة القديمة ، بل سيبحثون عن استبدالها بعمله أجنبية وهذا من شأنه أن يكدس العملة القديمة بالشمال مما سيؤدي إلى رخصها وارتفاع سعر العملة الصعبة .
٣- بمعادلة ١+١ = ٢ فإن كل التجار والصرافين في الشمال سيعرفون أن العملة القديمة ستنتهي شرعيتها امام البنك الدولي ، وستكون بعد شهرين عبارة عن ورق محلية ، ولهذا فإن قيمتها السوقية من اليوم سترخص ، لأن التجار الكبار ، وأصحاب رؤوس الأموال ، صعب يحتفظون بكميات منها وهي ستنتهي بعد شهرين ، وسيذهبون للبحث عن شراء عملة صعبة ، وهذا سيؤدي إلى تكديس العملة القديمة ، وقد ترخص قيمتها السوقية إلى النصف . وعلى كل حال سيقوم الكل بالبحث عن تصريف العملة القديمة .
٤- قرار مهم آخر للبنك المركزي بموجبه تم إيقاف التعامل مع ستة بنوك تجارية كبيرة ، رفضت تنفيذ توجيهات البنك بضرورة نقل فروعها الرئيسية من صنعاء إلى عدن ، بهدف وقف عمليات غسيل الأموال التي تمارسها مليشيا الحوثي عبر تلك البنوك التجارية .
وبنظرة عميقة لمعرفة تداعيات الأحداث فإننا سنكون أمام عدد من السيناريوهات المحتملة في قادم الأيام منها :
السيناريو الأول : قد تشن مليشيا الحوثي حرب انتحارية نحو الجنوب لخلط الأوراق ، وقد تهاجم وتسيطر على ماتبقى من مأرب ، وتعز ، وبذلك تخلط الأوراق داخليا وخارجيا .
السيناريو الثاني : قد تستهدف بعملية غادرة عدد من قيادات# مجلس الرئاسة ، يرافق ذلك دعم وتحريك لخلايا تنظيم القاعدة ، وداعش . للسيطرة على المهرة ، وتعز ، ووادي حضرموت .
السيناريو الثالث : قد تقوم مليشيا الحوثي باستهداف بعض المنشآت في السعودية ، والتقدم للسيطرة على مضيق باب المندب ، مع استهداف الملاحة البحرية ، والجوية ، وتعطيل ميناء ، ومطار عدن ، وحضرموت .
السيناريو الرابع : قد تخضع مليشيا الحوثي لضغوط الإتحاد الأوروبي ، وتدخل بعملية مقايضة وقف العمليات في البحر الأحمر ، مع وقف تنفيذ قرارات البنك المركزي ، والذهاب نحو استكمال خارطة الطريق ، والبدء بتنفيذها وفق مراحل ، مع المماطلة حتى يتم خروج الحوثي من هذا النفق المظلم .