كتب/ عبدالسلام السييلي
في الذكرى التاسعة لإنتصار الضالع لا يسعنا إلا أخذ الدروس وإستلهام العبر من معركة التحرير الإسطورية ، معركة العزة والكرامة والشرف والبطولة.
لم يكن فجر يوم الخامس والعشرين من مايو من العام 2015 يوما عاديا في حياة أبناء الضالع خاصة والجنوب عامة ، حيث نسجت أشعة فجر هذا اليوم المبارك خيوط التحرير وأشرقت شمس الحرية على الضالع بعد أكثر من شهرين من المعارك الطاحنة التي إستخدمت فيها قوى الاحتلال اليمني ممثلة بمليشيات الحوثي وقوات الامن المركزي واللواء 33 مدرع التابع للمجرم عبدالله ضبعان مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة ضد المدنيين العزل واستخدموا الاساليب القذرة بالقصف العشوائي على منازل المدنيين والمرافق العامة ولم تسلم منهم المدارس والمستشفيات والطواقم الطبية وسيارات الإسعاف ضاربين بعرض الحائط كل المواثيق الدولية واتفاقيات جنيف من أجل إسقاط المدينة الصامدة أو على الأقل إفقاد المقاومين حاضنتهم الشعبية عبر النزوح والهرب من القصف.
لقد ضرب أبناء الضالع والجنوب عامة أروع الأمثلة في الإنتماء والولاء والوفاء والاخلاص والشجاعة والتضحية والفداء رغم الفارق المهول في العدة والعدد والعتاد والتسليح فالمليشيات ومن يتبعوها يملكون تسليح وإمكانيات دولة بينما أبطال المقاومة لايملكون إلا بنادقهم الشخصية لكنهم يملكون الإيمان والحق في الدفاع عن الأرض والعرض والدين والشرف.
أكثر من شهرين من الصمود الإسطوري قدم فيه أبناء شعبنا خيرة شبابهم ورجالهم من أجل منع المليشيات من المرور إلى العاصمة عدن ، وبالرغم من سقوط العاصمة بيد المليشيات إلا أن أبناء الضالع إستمروا بالدفاع المستميت عن مدينتهم حتى أتت ساعة الصفر .
يوم من الدهر لم تصنع أشعته
شمس الضحى بل صنعناه بأيدينا...
يوم توحد فيه كل أبناء الضالع والمقاتلين من أنحاء الجنوب تحت قيادة واحدة وهدف واحد وراية واحدة وبكلمة السر (( عدن حضرموت )) من أجل تحرير الضالع من رجس المليشيات الحوثية الإيرانية.
وفي معركة إستمرت لأكثر من ثمان ساعات متواصلة وبتكتيك عسكري يُدرس في الكليات العسكرية أشرقت شمس الـ 25 من مايو وقد تحررت الضالع بما يشبه المعجزة لتكون أول مدينة عربية توقف المد الفارسي وتحطم أحلام الحوثيين بالسيطرة على الجنوب وتبدد أحلام الفرس أيضاً بأستعادة أمجاد الإمبراطورية الفارسية على أنقاض الدول العربية.
إنتصار الضالع كان مفتاح النصر والتحرير لكل الجنوب حيث أعطى هذا النصر معنويات عالية لكل المقاومين في كل الجبهات.
تم الاستفادة من معركة الضالع واخذ الدروس بالتلاحم ورص الصفوف ووحدة كل أبناء الجنوب تحت قيادة موحدة وتقوية الحاضنة الشعبية للمقاومين والايمان المطلق بعدالة القضية ، كل هذه الأمور مجتمعة كانت لها كلمة الفصل في التحرير وكتابة فصل جديد من تاريخ الجنوب الحديث.
في الأخير لا يسعنا إلا أن نقف إجلالاً وإكباراً لتضحيات الشهداء في معركة تحرير الضالع وكل المعارك على طول إمتداد جبهات الجنوب فهم وحدهم صانعي النصر ووقود التحرير .
الرحمة والخلود للشهداء الأماجد
والشفاء العاجل للجرحى.