الانتقالي .. بين التفويض الشعبي والعهد الزُبيدي

الانتقالي .. بين التفويض الشعبي والعهد الزُبيدي

الانتقالي .. بين التفويض الشعبي والعهد الزُبيدي
2024-05-12 17:24:38
صوت المقاومة الجنوبية/ خاص

كتب/ د. يحيى شايف ناشر الجوبعي

   لم يكن يوم الرابع من مايو 2017 يوما عاديا بل كان يوما تاريخيا عظيما بعظمة الإجماع الشعبي في تفويض الرئيس القائد عيدروس الزبيدي بمهمة جسيمة حالت الأقدار دون تحقيقها خلال عشر سنوات مضت منذ انطلاقة الثورة الجنوب التحررية إلى لحظة التفويض رغم الكثير من المحاولات الجنوبية الجسورة والتضحيات الكبيرة في سبيل تحقيقها دون جدوى.

   تلك المهمة العظيمة المجسدة بتشكيل كيان سياسي حامل للقضية الجنوبية كيان تؤمن كل قياداته بأهدافه التحررية المجسدة في وثائقه النابعة من حق شعب الجنوب الثائر في استعادة دولته الجنوبية المستقلة .

   وهنا تكمن المعجزة ولاسيما حين انقسم المراقبون السياسيون في الداخل والخارج إلى ثلاثة أقسام : رجح القسم الأول عدم تمكن القائد عيدروس من تنفيذ عهده في تشكيل كيان سياسي له وثائق سياسية تحررية وقيادة تؤمن بتلك الوثائق النابعة من حق شعب الجنوب الثائر في استعادة دولته الجنوبية الفدرالية المستقلة لأن كل المحاولات السابقة طيلة عشر سنوات لم تتمكن من تحقيق ذلك الهدف .

   ولهذا لا يمكن أن تكون قدرات وإمكانات الرئيس الزبيدي مهما بلغت أكثر قوة مما سبقها من محاولات بينما رجح الطرف الثاني بأنه من الممكن أن يتحقق ذلك ليس لشيء ولكن لأن هذا القائد منذ نشأته لم ينهار في أي معركة خاضها مهما كانت صعوبتها .

  إلا أن الطرف الثالث والذي كان على مسافة واحدة اعتبر كل شيء جائز فقد ينجح وقد يخفق وهذه سنة الحياة.

    ورغم الاختلاف بين الأطراف الثلاثة إلا أن الكل أجمع بأنه حتى وأن شاءت الأقدار وتمكن القائد الزبيدي من النجاح فإن الثمن سيكون غاليا جدا وأغلى مما قدمه شعبنا العظيم من تضحيات منذ احتلال الجنوب في العام ١٩٩٤ إلى لحظة التفويض.

   هذا من جهة ومن جهة ثانية أجمعوا بأنه حتى وأن كتب له النجاح فإن ذلك لم ولا ولن يتحقق إلا بعد فترة زمنية لا تقل عن ثلاثة أعوام أن لم تكن سبعة كما أجمعوا بأن ذلك النجاح وأن تم فأنه من الصعب ثبات القيادات التي سيرشحها العيدروس في هذا الكيان كما حصل بمكونات الحراك الجنوبي من قبل وإن حصل ثبات تلك القيادات في كيان الزبيدي القادم فلا يمكن أن يطول عمر هذا الكيان أكثر من عام واحد كما حصل في مكونات الحراك الجنوبي السابقة التي كلما اتحدت انقسمت إلى أكثر من كيان.

  ورغم كل ذلك ومع شحة الأمكانيات وكثرة الخصومات وقلة الفرص وصعوبة المرحلة وكثرة الظروف المعقدة إلا أن تلك المغامرة الوطنية العظيمة التي خاضها هذا القائد الزُبيدي الجنوبي الأصيل أنتجت الآتي:

١- تشكيل كيان سياسي انتقالي له قيادة سياسية تؤمن بحق استعادة الدولة الجنوبية المستقلة وفي فترة لا تتجاوز أسبوعا واحدا لأنه عاهد الله وضميره وشعبه بأنه لن يكون إلا كما يريده شعب الجنوب العظيم . 

٢- أن تلك القيادة ظلت متماسكة ولم تختل بنيتها أبدا لأنها ممثلة لكل وبكل أبناء الجنوب .

٣- أن ذلك الكيان المستقل المجسد بالمجلس الانتقالي الجنوبي ظل ولا زال وسيظل متماسكا إلى يوم استقلال الجنوب لأنه وجد ليبقى .

  وهذه شهادة من أناس عاشوا تجربة التوحيد المريرة منذ ٧/٧/٢٠٠٧ إلى لحظة التفويض والتأسيس في ٤ و ١١ مايو ٢٠١٧م وشعب الجنوب ومكوناته وقياداته ليسوا بغريبين عنهم .