كتب / ناصر التميمي
يمثل الرابع من مايو ٢٠١٧م يوم فاصل في تاريخ الجنوب ،ولم يأت هذا اليوم من باب الصدفة فحسب ،بل جاء بعد ثورة شعبية عارمة عمت مختلف مناطق الجنوب في الريق والحضر والشعاب والسهول والأودية والهضاب والصحاري شارك فيها شعب الجنوب التواق لنيل الحرية والاستقلال على مدى سنوات ،وقدم خيرة شبابه فداء للجنوب.
منذو قيام ثورة الجنوب السلمية ضد الاحتلال اليمني في ٢٠٠٧/٧/٧م ونحن تبحث عن حامل سياسي لقضية شعب الجنوب حيث أجريت العديد من المحاولات لتوحيد جميع المكونات الحراكية تحت قيادة واحدة ،وفي كيان واحد للمضي قدما بثورة الشعب إلى الإمام، لكنها للأسف الشديد كلها باءت بالفشل ، ونتيجة لإزياد وتيرة العمل الثوري في ميادين الشرف والبطولة،طبعا هذا العمل الثوري والبطولي أغضب نظام صنعاء الذي إستخدم مختلف أنواع الأسلحة ضد شعب الجنوب لكسر ارادته ،والذين تصدوا لصلف الإحتلال اليمني بصدورهم العارية ،واستشهد وجرح الآلاف من أبطال الجنوب فداء لتراب الجنوب الطاهرة .
وعندما حاولت جحافل العربية اليمنية غزو الجنوب مرة أخرى في عام ٢٠١٥م ،كان شعب الجنوب على أهبة الإستعداد لمواجهة هذا الغزو البربري الهمجي ،وتم كسره وتلقينهم دروسا لم ينسوها في القتال والتضحية ،وفي غضون أسابيع تم تحرير الجنوب من جحافل اتباع أيران ،بينما على الطرف الآخر فشل مايسمى بالجيش الوطني أو كما يسميه البعض جيش الدجاج في تحرير ولو شبر واحد من اراضي العربية اليمنية ،بل حولوا حربهم من قتال المتمردين الحوثيين إلى غزو الجنوب .
وبعد النصر العظيم الذي حققه شعب الجنوب على أتباع إيران وأعداء الجنوب،كان من الضرورة بمكان توحيد جميع فصائل العمل الثوري في كيان واحد ،والفرصة كانت مواتية ،وفعلا حمل القائد الرئيس عيدروس الزبيدي هذه المهمة على عاتقه وتمكن من إيجاد جبهة جنوبية موحدة وقوية لمواجهة القادم ،وحدد يوم الرابع من مايو ٢٠١٧م يوم لتفويض الرئيس القائد بتأسيس مايراه مناسب لملمة شتات القوى الجنوبية ،وفعلا في هذا احتشد الملايين من شعب الجنوب في ساحة المعلا الذين هبوا من كل حدب وصوب في الجنوب لتفويض الرئيس عيدروس الزبيدي كقائد لهذا الكيان الحامل الرئيس لقضية شعب الجنوب .
يعتبر 4 مايو نقطة تحول في تاريخ شعب الجنوب، وفي مسار ثورة الشعب ،ومنذو ذلك اليوم تحققت كثير من الانجازات ،عسكرية وأمنية وسياسية ،وفي فترة قصيرة ،حيث تمكن المجلس الانتقالي الجنوبي من نقل قضية شعب الجنوب إلى كافة المحافل الدولية ،بعد عقود من التعتيم عليها من قبل نظام صنعاء ،كل هذا المكاسب إثارة حفيظة القوى اليمنية التي لا تريد لشعب الجنوب الخير حيث استخدمت كثيرة من المحاولات والمخططات الخبيثة ضد المجلس الانتقالي ،لكنها فشلت بسبب صمود هذا الشعب الذي هو واقف إلى جانب القيادة السياسية ممثلة بالرئيس عيدروس الزبيدي .
4 مايو .. قرار اتخده شعب الجنوب وفيه تم تفويض الرئيس القائد عيدروس الزبيدي من قبل شعب الجنوب، لقيادة الشعب إلى بر الأمان وحمل قضية الجنوب، حتى استعادة الدولة الجنوبية المسلوبة من بين أنياب ذئاب الاحتلال اليمني ،والذي بات قاب قوسين أو أدنى ،ساعات تفصلنا عن أكبر حدث تاريخي لشعب الجنوب ،والذي سيحتفل فيه أبناء الجنوب بهذه المناسبة الغالية والعزيزة على قلوبنا ،وهي الذكرى السابعة لبيان عدن التاريخي وتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي ،من حق كل جنوبي حر أن يفرح ويحتفل بهذه المناسبة العظيمة التي كانت البداية لعهد جديد رسمت ملامحه في هذا اليوم الأغر الذي أشرقت شمسه بعد تضحيات عظيمة قدمها هذا الشعب الأبي ،وان شاء لن تعود علينا الذكرى الثامنة ،الا وقد استعدنا دولتنا ..وطردنا الإحتلال اليمني كما فعل أجدادنا بالمملكة التي لا تغيب عنها الشمس ،نصيحتي لشعب الجنوب أن يلتقوا خلف الرئيس الزبيدي ويحافظوا على المجلس الانتقالي كونه الحامل لقضية الشعب والكيان الجامع لكل أبناء ومازالت أبوابه مفتوحة لكل جنوبي ،ولا تستمعوا لأي أصوات نشاز أو ما يروج له الأعلام المعادي والقوى اليمنية التي تهدف إلى شق صفوفنا ،حتى تسنح لهم الفرصة للانقضاض على الجنوب ،اربطوا الأحزمة وكونوا على أهبة الاستعداد ليوم النصر العظيم .