كتب - فتاح المحرمي.
- فيما يخص مشكلة الكهرباء في العاصمة عدن فهي متشابكة ومتشعبة وتتصاعد في ظل التوسع العمراني وتزايد عدد السكان في المدينة، الذي يأتي في ظل عدم تعزيز الطاقة الكهربائية، وملف الخدمات بشكل عام بما فيه الكهرباء بحاجة إلى مشاريع استراتيجية مستقبلية، وقبل ذلك قرار وإرادة سياسية من قبل السلطات في الحكومة لتنفيذ مشاريع حقيقة وليس مجرد ترقيع.
- بعيداً عن مشكلات الكهرباء بشكل عام وإذا ما تطرقنا إلى مشكلة محطة الرئيس (بترومسيلة) والمقدرة 265ميجا، نجد أنه على مدى سنتين كانت تشتغل بنصف طاقتها وأقل، وذلك نتيجة تعثر مشروع المحطات التحويلية وخطوط النقل التابعة لها، ولكن هذا العام تم الانتهاء من هذا المشروع وأصبحت المحطة لديها القدرة على أن تشتغل بكامل طاقتها، ولكن ظهرت مشكلة أخرى تتمثل في أن الوقود من النفط الخام الذي تعمل عليه محدود بالكاد يكفي تشغيلها بنصف طاقتها، ولم يتحرك مجلس القيادة والحكومة من أجل التوجيه برفع حصة النفط الخام المخصص للمحطة بما يمكنها من العمل بكامل طاقتها، وهو أمر غير صعب سيما والخام محلي ومجاني ولا يتطلب دفع مقابل مالي.
- من خلال مشكلة محطة كهرباء الرئيس، وغيرها من المشكلات بما فيها تكرر أزمات نقص ونفاذ وقود الديزل والمازوت، ومحطات الطاقة المشتراة وديونها للحكومة، يمكن للمتابع أن يتوقع وجود أزمات مفتعلة ويرجح وقوف جهات وقوى نفوذ في الدولة خلف هذه الازمات والإبقاء عليها بهدف تحقيق مكاسب لصالحها والاجندات التي تحملها، وتكريس سياسة العقاب الجماعي بحق الشعب وإظهار نموذج سيء في المناطق المحررة.
- ما قدمته عدن والجنوب عموما من تضحيات يتطلب الوفاء والانصاف وتحسين مستوى الخدمات فيها باعتباره أقل واجب، وهذا الأمر يقع جزء كبير منه على عاتق القيادة الجنوبية المشاركين في الحكومة ومجلس القيادة، للضغط وفرض القرارات من أجل إنهاء الأزمات المفتعلة، على أقل تقدير بما من شأنه الاستفادة من محطات الطاقة الكهربائية الموجودة وتشغيلها بكامل طاقتها على مدار العام دون أزمات .. فهل من تحرك جاد يضع حد لهذه الأزمات أم أن الأمر شوف ستمر وتستمر معه المعاناة ..؟!