منذ عام 1990، عاش أبناء الجنوب مسلسلًا من الانتهاكات التي طالت مختلف جوانب حياتهم. فمن التهميش السياسي والاقتصادي، إلى القمع الأمني والثقافي، ناهيك عن تغييب الهوية الجنوبية، رسم النظام اليمني لوحة قاتمة من الظلم والاضطهاد.
ففي الجانب السياسي، تم إقصاء الجنوبيين من المناصب الرئيسية في الدولة، وتهميش تمثيلهم في المؤسسات الحكومية. كما تم قمع حرية التعبير والتجمع السلمي، واعتقال الناشطين السياسيين والمدنيين، وتهميش واطهاد الأحزاب الجنوبية المنشى، ومنع أنشطتها، وملاحقة أعضائها.
وعلى الصعيد الاقتصادي، تم نهب ثروات الجنوب، مثل النفط والغاز، والاستفادة منها بشكل غير عادل. كما تم إهمال مشاريع التنمية في الجنوب، وتوجيه الاستثمارات إلى الشمال، وفرض ضرائب باهظة على التجار الجنوبيين، وعرقلة أعمالهم.
ولم يقتصر الظلم على الجانبين السياسي والاقتصادي، بل طال أيضًا الجانب الاجتماعي. حيث تم توطين شماليين في الجنوب، وتغيير التركيبة السكانية للمنطقة، والتمييز ضد الجنوبيين في الوظائف والتعليم والخدمات الصحية، والافراط في استخدام القوة وقصف المدن والقرى الجنوبية، وقتل المدنيين العزل.
أما على الصعيد الأمني، فقد تم اعتقال الآلاف من الجنوبيين دون تهمة، وتعريضهم للتعذيب والتنكيل، وقتل العديد منهم خارج نطاق القانون، واختفاء آخرين قسرياً دون معرفة مصيرهم.
ولم تسلم الثقافة من سطوة النظام، حيث تم طمس الهوية الجنوبية من خلال المناهج الدراسية والإعلام، والتضييق على الثقافة الجنوبية، ومنع إحيائها.
هذه ليست سوى قطرة في بحر من سجل الانتهاكات الحافل الذي خلفته سنوات الوحدة. فجروح الماضي لا تزال تنزف في ذاكرة أبناء الجنوب، وتُشكل عبئًا ثقيلًا على مسار الحاضر والمستقبل.
ولا حل لالتئام هذه الجروح، الا بحل عادل يُنصف جميع أبنائه، ويُحقق لهم الكرامة والعدالة والمساواة والمتمثل باستعادة الدولة الجنوبية
#انتهاكاتالاحتلالاليمني_بالجنوب