كتب/عبدالسلام السييلي
شبوة ثاني أكبر محافظة جنوبية بعد حضرموت تتكون من 17 مديرية على إمتداد مساحة إجمالية تبلغ 47,584 كيلومتر مربع ، لها تاريخ حضاري عريق ضارب في جذور التاريخ منذ ماقبل الميلاد ، تطل على البحر العربي وتحتوي سواحلها على عدة مواني بحرية .
كما أنها غنية بالغاز والثروات النفطية وموقع استراتيجي يربط محافظات الجنوب الشرقية مع المحافظات الغربية.
نالت شبوة من التهميش والإقصاء ونهب الثروات نصيبها كغيرها من محافظات الجنوب على يد قوات الإحتلال اليمني منذ اجتياح الجنوب في صيف 94 ، بل وتم ممارسة سلوكيات خبيثة للتآمر عليها من خلال إحياء الثارات القبلية وإشعال نار الفتنة بين أبناءها لإشغالهم بأنفسهم عن نهب ثرواتهم النفطية التي كانت تسير في اتجاه مأرب اليمنية لتصل إلى النخبة الحاكمة في صنعاء بينما أبناء شبوة يعانون الفقر والحرمان.
خضعت شبوة عسكريا للمنطقة العسكرية الثالثة ومقرها مأرب والتي كانت تعمل جاهدة على إخضاع شبوة وأهلها لحكومة صنعاء .
بعد سقوط صنعاء بيد جماعة الحوثي المدعومة إيرانياً بمساعدة قوات عفاش إتجه الجميع للسيطرة على الجنوب واجتياحه عسكريا للمرة الثانية بهدف الوصول إلى منابع النفط في شبوة وحضرموت لتمويل حرب الجماعة الإرهابية.
ومع سيطرة جماعة الإخوان على المنطقة العسكرية الثالثة والتي تقع شبوة ضمنها وبأتفاقات معدة مسبقاّ تم تسليم مديريات بيحان الثلاث إلى مليشيات الحوثي ليتكشف زيف وخداع الاخوان للجنوبيين وللتحالف العربي .
ظلت مليشيات الحوثي تحاول الوصول إلى بحر العرب لتأمين طريق يوصل الأسلحة المهربة من إيران إلى الجماعة بأسرع وقت ودون صعوبات.
تم تحرير مديريات شبوة بيحان و العين وعسيلان بعملية عسكرية خاطفة أطلق عليها إسم ( إعصار الجنوب ) قامت بها قوات العمالقة الجنوبية في أقل من عشرة أيام ودحر المليشيات إلى خارج حدود شبوة مخلفة خسائر فادحة لهم وإنكسار وخذلان في نفوسهم خصوصا مع خسائرهم لقيادات من العيار الثقيل.
واليوم مازالت مليشيات الحوثي تطرق أبواب شبوة مجددا وفي كل مرة تعود خائبة منكسرة مثقلة بالهزائم .
كل هذا الإصرار من قبل المليشيات الحوثية على دخول شبوة هو من أجل الحصول على منفذ بحري لممارسة المليشيات لهوايتها المفضلة في تهريب السلاح والمخدرات والآثار ، بالإضافة إلى سهولة إستهداف السفن وإغلاق خطوط الملاحة الدولية بأسم الدفاع عن أطفال غزة ، بينما في الواقع يقوم بقتل أطفال اليمن وما غزة إلا شعار يتغنى به لتسويق مشروعه السلالي الفارسي ومايدفعه من تضحيات هو ثمن رخيص جدا مقابل ما سيحصل عليه من مكاسب عسكرية وسياسية خصوصا أن من سيدفع الثمن هم أتباعه من الزنابيل وليسوا من سلالته المقربين .
مشروع المليشيات في اجتياح شبوة يعتمد على عاملين رئيسيين :
الأول محاولات تشويه صورة القوات الجنوبية ممثلة بقوات النخبة الشبوانية وقوات دفاع شبوة ومحاولة نزع الحاضنة الشعبية عنهم لتسهيل مروره .
الثاني تحالفه مع جماعة الإخوان المسلمين وقوات المنطقة العسكرية الثالثة التي فتحت مؤخرا الطرق بين مأرب وصنعاء.
العامل الأول باء بالفشل بسبب وعي أبناء شبوة الأبطال.
والعامل الثاني أفشله محافظ شبوة الشيخ عوض بن الوزير بعد أن أعلن قبل يومين عن قرار فصل شبوة عسكريا عن مأرب التي كانت منفذا وستارا لكل العصابات والجماعات الإرهابية التي تستهدف أمن شبوة ، ناهيك أن هذا القرار التاريخي والشجاع سيمكن أبناء شبوة من إدارة محافظتهم بعيدا عن أي وصاية أو تدخل من قوى صنعاء.
من المؤكد أن أبناء شبوة قد وصلوا إلى مرحلة متقدمة من الوعي تمكنهم من التصدي لأي مؤامرات تستهدف شبوة وأمنها وثرواتها ، ويجب تعزيز هذا الوعي بوقوف جميع أبناء شبوة خلف محافظها ودعم قراراته لأنها لن تعجب أعداء شبوة والجنوب .
ومن المؤكد أيضاً أن المليشيات لم تستوعب الدرس بعد وستظل تحاول مرارا وتكرارا طالما والثمن يدفعه البسطاء من أبناء اليمن.