كتب: أصيل السقلدي
بعد توقف كبير للعمليات العسكرية، وركود جبهات القتال، لا يزال الحوثي يمارس هوسه المريب برغبته الملحة في الهيمنة والتعالي والسادية على المواطنين اليمنيين، فهو يعاني غريزة دموية لا تَروى ولا تشفى إلا بسفك دماء بريئة دون أي تردد، وبتجاهل حاجات الجائعين والمحاصَرين من مواطني اليمن.
كثير من المناطق اليمنية، يعيش فيها الأهالي تحت الحصار دون أي ذنب، والزمن يمر ببطء على هؤلاء المواطنين حينما يتعرضون للقتل وقطع الطرقات على يد الحوثي!
ويبقى السؤال المُلحّ:
لماذا يحاصر الحوثي المواطنين في مدنهم؟
والجواب يسير واضح:
لأنه عاجز عن دخول تلك المناطق لقتل أهلها؛ لذا فإن هوسه المَرضيّ المختلَط بعقدة النقص يقوده إلى فرض العقاب الجماعي للتنكيل بالمواطنين وحصارهم في مدنهم ومناطقهم.
مرض هوس الحصار الحوثي وعقدة النقص لدى مليشاته يجعلهم يحاصرون حتى المناطق التي تحت سيطرتهم، ولا يهمهم سوى أنفسهم، ويتجاهل الحوثي معاناة الشعب، ويعمَد ويتعمد منع الغذاء عن المناطق والمدن، مما يزيد معاناة سكانها. هذا المرض الخبيث الفتّاك مستحكِم في قلب الحوثي، وقد شهدنا ذلك في مدينة الحديدة، حينما طلبت منظمات الإغاثة الدولية من القوات فتح الطريق لنقل مساعدات غذائية طارئة للمواطنين، عام: 2019م؛ إذ كانت هناك مبادرة دولية برعاية الأمم المتحدة لإغاثة مناطق في كيلو 16. وكانت قواتنا تسيطر على جزء من شارع صنعاء في كيلو 7 وكيلو 8 في الحديدة، وكان الحوثي يسيطر على ميناء الحديدة وكيلو 16.
وافقت قواتنا سريعًا وانسحبت من الخط، وأزالت العوائق والحواجز التي كانت تقطع الطريق، ولكن مليشيا الحوثي رفضت تلك المبادرة وظلت تمنع إدخال المساعدات من ميناء الحديدة الذي يقع تحت سيطرتها إلى المواطنين في مناطق سيطرتها بالمحور الشرقي لمدينة الحديدة.
هكذا تتاجر مليشيا الحوثي بأوجاع ومعاناة المواطنين، وهذا أمر بات معروفًا لدينا ولدى جميع المواطنين اليمنيين، أن قيادات الحوثي يتلذذون في العيش الرغيد على حساب أوجاع وأنين الشعب المقهور المكلوم!