كتب/ فضل الجعدي
رحل المناضل العميد علي مقبل محمد المركولة بعد رحلة عطاء وتضحيات ، غادرنا الى جوار ربه نقيا وبهيا كما كان بين اوساطنا نقيا ونظيف اليد والضمير وهو الى جانب ذلك القائد العسكري الملهم والشخصية الوطنية التي لعبت ادوارا كبيرة لتعزيز صف وتلاحم المجتمع ومن المناضلين الذين جسدوا حب الوطن بالافعال وليس بالاقوال .
كان في طليعة القيادات العسكرية المؤسسة للحراك السلمي الجنوبي وساهم مساهمة فاعلة قبل ذلك في تأسيس اللجان الشعبية وفي كل الاشكال النضالية التي رفضت نتائج حرب 94 القذرة التي استهدفت الجنوب ارضا وانسانا ، كما انه من جملة المناضلين الذين احيلوا للتقاعد القسري عقب تلك الحرب الظالمة ، القرار الجائر الذي طال اكثر من ستون الفا من الكوادر العسكرية والامنية والمدنية الذين ذهبوا الى البيوت دون اي حقوق تذكر في ممارسات بربرية لعصابات نظام يوليو الاسود ،.
لقد عرفت الرجل عن قرب ، كان استثنائي الحضور في كل ما يخص قضايا الناس والجنوب وكان شديد الصلة بكل عمل ثوري او عسكري يسعى لتحرير الجنوب من سطوة وهيمنة نظام سلطة صنعاء العسكري القبلي الديني ولذلك فقد كان جزء من النضال الكفاحي الجنوبي الذي تم التعبير عنه بالمسيرات والمظاهرات والحركات المسلحة كحركة تقرير المصير حتم التي كان الفقيد واحد منها الى جانب رفاق كثر رحل منهم من رحل وتبقى منهم من تبقى ممن يقودون اليوم مسيرة شعبنا نحو الخلاص واستعادة الدولة .
ان الحديث عن مناضل كالفقيد العميد علي مقبل محمد البسيسي هو حديث عن ثلة من المناضلين اجترحوا الصعاب وكانوا بحجم التحديات التي واجهت الجنوب وقدموا الغالي والنفيس والتضحيات الجزيلة في زمن صعب وظروف شديدة التعقيد عاشها الجنوب وابناءه طوال عقدين ونيف من الزمن وازاء حكم دكتاتوري متغطرس حكم البلاد بالحديد والنار والارهاب والقمع والمطاردة ، غير ان هذه القيادات الجسورة كان لها سبق الصمود وسبق الكفاح وسبق الانتصار للقضية الجنوبية العادلة التي حملوها على هاماتهم الشامخة ، حية باستمرار وفي اشد الاوقات حلكة وقتامة .
لروح الفقيد السلام والخلود وخالص تعازينا لابنائه واسرته ومحبيه ورفاق دربه ولوطننا المكلوم برحيل بيارقه المضيئة .