كتب/ مناف الكلدي
سقوط مدوي، نعم هذا هو التوصيف الحقيقي والدقيق لما قامت به قناة بي بي سي بعرضها ما ادعت أنه تحقيق استقصائي وفي الحقيقة لا يرقى حتى إلى تقرير صحفي لأنه يفتقد إلى أبجديات العمل الصحفي والمهني.
المهنية، الأدلة والوثائق، وعرض وجهات النظر الأخرى كلها لم تتوفر في العمل الذي قدمته القناة تحت اسم تحقيق استقصائي فعن أي تحقيق تتحدث القناة ولعمري فهذا العمل سيظل وصمة عار في تاريخ القناة، هذه القناة التي قدمت نفسها يوما كقناة مهنية احترافية وذات مصداقية فأصبحت اليوم عديمة المهنية والمصداقية.
قال الزعيم البريطاني تشرشل ذات يوم أن بي بي سي لا تكذب، لكنها لا تقول الحقيقة أبدا ولكنها أصبحت اليوم تكذب كما تتنفس وتزور الحقائق بكل فجاجة .
حاولت قناة بي بي سي عبر عملها الركيك أن تشكك في انتصارات القوات الجنوبية في مكافحة الإرهاب، ولكن آنى لها ذلك فانتصارات قواتنا تثبته المناطق والقرى التي وصلت إليها قواتنا وحررتها من دنس الإرهاب والتي كان الوصول إليها في عهد الاحتلال اليمني ضربا من المستحيل .
المدقق في التقرير الذي نشرته القناة يجد أنه احتوى على لقطات مأخوذة من تقارير سبق وأن نشرتها قنوات الإخوان فشوهت القناة تاريخها العريق و ظهرت ركيكة مثلها مثل أي قناة إخوانية تكيل تلهم للخصوم دون أي وثيقة أو دليل.
مغالطات كثيرة ظهرت في عمل البي بي سي المشين ومن ذلك اتهام الإمارات بالوقوف خلف اغتيال الشهيد الأدريسي دون أي دليل تقدمه رغم نفي الجهة التي أظهرتها في عملها كجهة منفذة للاغتيالات والحديث عن “مجموعة عمليات سبير” الأمريكي والتي حاولت القناة كما يبدو الترويج لها من خلال اتباع طريقة التصوير السينمائي الترويجي.
مغالطة أخرى ذكرتها القناة في تقريرها وهي حادثة مقتل ابن هدى الصراري القيادية الإخوانية التي عرفت بمهاجمتها وتجنيها على الجنوب والتحالف والتي أدعت في العمل أن ابنها قتل بطريقة عمدية من قبل الأجهزة الأمنية الجنوبية والحقيقة التي يعرفها الجميع ان ابن هدى الصراي قتل جراء طلق ناري طائش اثناء اشتباكات حصلت في الشيخ عثمان بين الأجهزة الأمنية ومسلحين وليس كما زعمت الصراري، ومنطقيا فاغتيال شخص لا يستدعي افتعال مشكلة ومواجهات مسلحة قد يسقط فيها أشخاص آخرين ولو كلفت بي بي سي نفسها عناء البحث عن الحادثة في جوجل لما احتاجت إلى تلك الأحداث والدراما.
من ضمن المغالطات أيضا التي أوردتها القناة إدعائها أن ناصر الشيبة قيادي في القاعدة وأحد المنفذين لعملية “كول” ومن المطلوبين للولايات المتحدة رغم أن أمريكا نفسها لم تذكر ذلك ولم ترد أي معلومة عن أجهزة الاستخبارات الأمريكية تذكر أن ناصر الشيبه أحد المطلوبين لديها.
أظهرت القناة في العمل وثيقة أدعت أنها سرية وحصلت عليها من قبل العاملين مع الإمارات وهي عبارة عن قائمة بالمراد استهدافهم ولم يظهر في القائمة أي شخص باستثناء شخصية إخوانية وحيدة وهي هدى الصراري ولم تظهر الجهة الصادر عنها ما ينفي عنها صفة الرسمية وحقيقة فبإمكان أي شخص أن يعمل قائمة بأشخاص ويدعي أنها سرية حصل عليها فأين المصداقية وأين صفة الرسمية إضافة إلى ذلك فعندما عرضت المذيعة القائمة والتي فيها الصراري على ما قالت أنه القائد الثاني لـ “مجموعة سبير” أجابها بالنفي وأنه لم يطلب منه استهدافها ونفى معرفته السابقة بالوثيقة ما ينسف الفرضية التي أقامت عليها القناة تقريرها والذي يتهم الإمارات باستهداف السياسيين.
ختاما أقول إن العمل الذي عرض بالأمس هزيل وركيك لا يليق بقناة مثل بي بي سي والتي كان يشار إليها بالبنان ويضرب فيها المثل كمدرسة رائدة في الإعلام ولا شك ولا ريب ان استمرار القناة بهذا النهج وبهذه الطريقة سيفقدها شعبيتها وجمهورها وسيأتي الوقت الذي الذي تجد نفسها خاوية على عروشها كإذاعتها.