كتب/منير النقيب
تقف نساء وحرائر الجنوب على اعتاب المرحلة الأخيرة من الاعداد والتحضير لاشهار وتأسيس الاتحاد العام للمرأة الجنوبية والذي تدشن فعالياته بالعاصمة عدن بدعم ورعاية من المجلس الانتقالي الجنوبي.
ويحرص المجلس الانتقالي الجنوبي على نجاح اشهار وتأسيس اتحاد المرأة الجنوبية لما يحمل في تبعاته من أهمية اظهار دور المرأة بالجنوب ويناقش حقوقها ومكتسباتها والتي تجسد على واقع حياة وعمل المرأة في اطار دولة الجنوب.
وفي هذا السياق يحرص الرئيس عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي على مشاركة المرأة بالقرار السياسي كما كان لها المشاركة في ساحات النضال ورفد الجبهات وان المرأة الجنوبية تصنع الحاضر والمستقبل إلى جانب أخيها الرجل في مشوار استعادة وبناء دولة الجنوب.
-دعم الرئيس الزبيدي للمرأة الجنوبية
ويولي الرئيس الزبيدي الاهتمام الكبير بالمرأة الجنوبية ودورها النضالي في سبيل تحرير واستقلال الجنوب.
واكد الرئيس الزبيدي وقوف ودعم المجلس الانتقالي لنضال المرأة الجنوبية لاستعادة حقوقها وصناعة مجدها كجزء من مجد وحقوق شعب الجنوب العظيم.
وفي محور اهتمامه بدورها النضالي والثوري قال الرئيس الزبيدي بأن المرأة الجنوبية رائدة وسباقة في ميادين النضال وساحات العلم والمعرفة، وأسهمت بفاعلية في صناعة التحولات العظيمة لوطننا عبر مختلف المراحل ، وننظر، باعتزاز وفخر، لما تسهم به المرأة الجنوبية اليوم من نضال لا يتوقف لاستعادة مجدها وريادتها .
وحاليا يستعد المجلس الانتقالي الجنوبي لتأسيس كيان المرأة الجنوبية واشهار الاتحاد العام لنساء الجنوب والذي سيدشن في القريب العاجل.
ويأتي اشهار وتأسيس اتحاد المرأة الجنوبية في اطار الاهتمام الكامل من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي والرئيس الزبيدي بدور المرأة الجنوبية في ساحات النضال وميادين البناء والتشييد لمستقبل دولة الجنوب.
-اهتمام الرئيس الزبيدي
وفي هذا السياق قالت مستشارة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي لشؤون المرأة رئيسة المجلس التنسيقي الاعلى لمنظمات المجتمع المدني الدكتورة نجوى فضل " أن المرأة الجنوبية لعبت دور بارز في مختلف الحركات الوطنية التحررية ضد الاستعمار البريطاني ، و مستمرة حتى اللحظة إلى جانب أخيها الرجل في النضال من أجل استعادة دولة الجنوب الفدرالية ".
و اكدت الدكتورة نجوى في تصريح خاص أن المجلس الانتقالي الجنوبي ممثلا بالرئيس القائد عيدروس الزبيدي يولي القطاع النسائي اليوم اهتمام كبير ، وذلك لما لها من أهمية كبيرة في استعادة العمل المدني الذي كان يزخر به الجنوب منذ ما قبل العام 90 ، والمتمثل في ضمان حقوق المرأة السياسية و الاجتماعية والمدنية ، و إشراكها في صناعة القرار .. منوهة أن الحضور المتميز للمرأة في اجتماع مجلس العموم الجنوبي الذي احتضنته العاصمة عدن يوم امس بمشاركة أعضاء هيئة الرئاسة وأعضاء الجمعية الوطنية ، ومجلس المستشارين والهيئة التنفيذية العليا للمجلس الانتقالي الجنوبي دليل على حرص القيادة السياسية في مشاركة المرأة وحضورها في الفعاليات الجماهيرية.
واضافت نجوى فضل "اننا ومن هذا المقام إذ نؤيد و نبارك الخطوات التي يخطوها المجلس الانتقالي الجنوبي في استعادة دولة الجنوب ، التي نتطلع من خلالها مشاركة أكثر للمرأة الجنوبية ، وتعويضها عما لحق بها من إقصاء وتهميش منذ العام 94 حين تعرض الجنوب لاحتلال وتدمير لكل مؤسسات الدولة التي كانت المرأة الجنوبية مشاركة فيها بمختلف المجالات التنموية والاقتصادية ".
-الجنوب على اعتاب مرحلة جديدة
وأشارت الدكتورة نجوى في ختام تصريحها أن الجنوب اليوم يقف على عتاب مرحلة جديدة ، و يتوجب على القوى الوطنية العمل على تعزيز اللحمة الجنوبية و الوفاء لتضحيات الشهداء و الانتصار لقضية الشعب الذي يطمح لنيل الحرية والاستقلال .
-ثمرة نضالات المرأة الجنوبية
فيما اكدت الهام رجب عضو تحضيرية اتحاد نساء الجنوب بأن تأسيس الاتحاد العام لنساء الجنوب هو ثمرة نضالات المرأة الجنوبية.
وأوضحت بأن الجنوب كان دولة ذات سيادة وبذلك يجب استعادته وبشتى الوسائل والطرق مهما كلفنا ذلك من تضحيات، واتمنى لهذا الوليد ولادة طبيعية غير متعسرة، وعلينا جميعا كنساء جنوبيات ان نمد أيدينا لبعضنا البعض لبناء الوطن الجنوبي الذي يحتاج منا جميعا التكاتف .
-المرأة الجنوبية قدمت الغالي والنفيس
بدورها قالت نوال باقطيان / صحفية .." ان المرأة الجنوبية لعبت دورا محوريا في النضال ضد الاحتلال البريطاني وقدمت الغالي والنفيس من اجل نيل الاستقلال وقدمت حياتها وكانت تحمل السلاح وتنفذ العمليات العسكرية ضد الاحتلال وتخرج بمسيرات نضالية جنبا الى جنب مع اخيها الرجل وبعد الاستقلال ناضلت المرأة الجنوبية في انتزاع حقوقها في التعليم والعمل وتبوأت مراكز القيادية فكتنت اول قاضية في الجزيرة العربية واول مذيعة واول صحفية واول مظلية وغيرها من المهن التي كانت حكرا على الرجل فكانت للمرأة شرف البداية".
وتابعت قولها " بعد الوحدة اليمنية المشؤمة عام ١٩٩٠م تعرضت المرأة الجنوبية للتمييز والاقصاء بعد ان كانت تتصدر المشهد السياسي والاقتصادي والتنموي وبعد حرب ١٩٩٤م انضمت الى سلك النضال جنب الىجنب اخيها الرجل لاستعادة الدولة الجنوبية وانتزاع حقوقها المهدرة وفي حرب ٢٠١٥ م على الجنوب خرجت المرأة لمواجهه المليشيات الحوثية للذود عن مدينتها عدن وزجت بافلاذ اكبادها في الحرب لنيل الاستقلال ومازالت الى يومنا هذا تقدم الكثير لتحقيق الاستقلال الجنوبي من الاحتلال اليمني ".
وأضافت باقطيان :" وبعد تكوين المجلس الانتقالي انضمت المرأة الجنوبية للمجلس وبذلت جهودها لإرساء مداميك الدولة الجنوبية القادمة ،كما اولى المحلس الانتقالي اهمية كبرى لجهود المرأة النضالية والثقافية والتنموية من خلال تكوين الدوائر الخاصة بالمرأة والطفل ومنحها مكانتها المعهودة في المجتمع مثمنا دورها النضالي والمجتمعي .
وبالعودة بالتاريخ الى فترة السبعينات والثمانينات من القرن الماضي ان المرأة الجنوبية كانت تمتلك كافة الحقوق الدستورية والمدنية اسوة بالرجل خلال فترة حكم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.
وكان للمرأة الجنوبية حضور ومكانة كبيرين وتحديدا من بعد استقلال الجنوب من الاستعمار البريطاني بعشر سنوات دخلت العاصمة عدن في مرحلة بناء المؤسسات المدنية وكان للمرأة الحضور الفاعل في عملية البناء الحضاري والتنموي وإدارة القرار في مختلف مؤسسات الدولة.
وفي حقبة 1974-1990 أعطيت المرأة الجنوبية حقوقها كاملة لتتاح لها الإمكانية للاسهام الحضاري الفاعل في شتى مجالات الحياة فكانت الطبيبة والمهندسة والمعلمة والجندية والضابطة والرياضية والقاضية.
كما ضمنت القوانين والتشريعات في حقبة الثمانينات من القرن الماضي حق المرأة في العمل والمشاركة السياسية، و قد كانت، بذلك، عنصرا فعَّالا في مجتمع مدني وصلت فيه المرأة إلى مراتب عليا و ظفرت بمكتسبات مدنية كبيرة بالمقارنة مع نظيراتها في مجتمعات الجزيرة العربية المجاورة.. وبصورة محددة تحقق للمرأة خلال تلك الفترة المساواة وتكافؤ الفرص في مواقع الانتاج واتخاذ القرار وصارت المرأة الجنوبية في بدايات 1970م م بالمقارنة مع مجتمعات الجزيرة والخليج أول نائب وزير، وأول عميد كلية اقتصاد، وأول مذيعة تلفزيون، وأول مذيعة إذاعة، وأول رئيس تحرير لصحيفة، وأول قاضية، وأول كابتن طائرة مدنية. وحتى في المجال العسكري كان للمرأة الجنوبية دورها الريادي في الكفاح وفي الاستشهاد الفدائي. وفي هذا الصدد يتذكر الناس الشهيدة خديجة الحوشبية والمناضلة دعرة كما كانت عدن أول مدينة عربية تحتضن أول تشكيل حركة نسائية في شبة الجزيرة العربية.
وفي سياق ابراز أدوار المرأة الجنوبية فأن أول تظاهرة ضد العنف المنزلي للنساء في شبة الجزيرة العربية كانت في عدن في العام 1951.