الحوثي بضاعة أميركية تحظى بقدر عالٍ من التسويق المحترف
حقوق وحريات
الحوثي بضاعة أميركية تحظى بقدر عالٍ من التسويق المحترف
2023-11-12 22:56:17
صوت المقاومة الجنوبية/خاص
كتب/ فؤاد جباري
أميركا -وشرطيها إسرائيل- تعرف جيّداً كيف تسوِّق منتجاتها في المنطقة وتحسٍّن من صورة جودتها في السوق إذا ما واجهت هذه البضائع أي كساد، وبطرق متعددة.
الحوثي إحدى بضائع الإدارة الأميركية منذ ولادته -بماركة إيرانية- كما هو حزب الله ومليشيا الصدر وغيرها، والألعاب النارية التي تدعي مليشيا الحوثي ارسالها باتجاه كيان الاحتلال الإسرائلي ماهي إلا تسويق أميركي لتحسين صورته استغلالاً للعواطف المتّقدة للعامة من الناس داخل اليمن وخارجه حتى تظهره كبطل قومي عربي يحارب إسرائيل، وسترون كيف سيظفر بالمكاسب السياسية والعسكرية على حساب دماء وارواح أهلنا في غزة فلسطين، كما يفعل حزب الله اليوم عبر قصص الحرب اللطيفة التي تجري على استحياء مع إسرائيل في أطرافها الشمالية والتي تندرج تحت مسمى "ذر الرماد في العيون".
مليشيا الحوثي أيضا تجيد اللعب على عواطف العامة من الناس وتوظف الاحداث الجارية لمصلحتها الذاتية كعادتها، فأحداث فلسطين #غزة وما ترتكبه قوات الاحتلال الصهيوني من مجازر كانت -ولازالت- مصدر استثمار كبير على المستوى المحلي لصالح هذه المليشيا وليس فقط على المستوى الخارجي (التي تكفلت به أميركا)، فكل صاروخ تدعي إطلاقه باتجاه الكيان تأخذ ثمنه مليارات الريالات من التجار والبسطاء في مناطق سيطرتها تحت يافطة دعم حربها ضد العدو الإسرائيلي، ناهيك عن الزج بالآلآف من الشباب المغرر بهم باتجاه معسكراتها بحجة التحضير للجهاد في فلسطين، في حين يتم تحضيرهم لرفد جبهاتها بعد تأطيرهم وإقناعهم أن إسرائيل تقف على حدود الجنوب وطريق الوصول لها لا يمكن إلا من عدن.
كلنا يعلم كيف حافظت اميركا على بقاء الحوثي وتكفلت بعدم سقوطه طوال عمر الحرب في اليمن، وأبرز هذه المحطات وقف القوات من التقدم في الحديدة اواخر العام 2018، إلى جانب إلغاء قرار تصنيفه كحركة إرهابية فضلاً عن الهدن التي تقودها والمكاسب السياسية التي تهديه بين الوقت والآخر.
لذلك ستظل الإدارة الأميركية داعمة ومحافظة على بقاء الحوثي كما تحافظ على بقاء حركات ما يسمى بمحور المقاومة حتى تضمن بقاء مصدر التهديد لدول النفط من جانب، ومن جانب آخر استمرار بقاء البلدان التي تتواجد فيها هذه الحركات بعيده عن مسمى الدولة وفي فوضى المليشيات كلبنان والعراق وسوريا، فلا هم حرروا القدس -كما يدّعوا- ولا تركوا شأن شعوب هذه البلدان بل باتوا معول للهدم وهو مراد اميركا وشرطيها إسرائيل في المنطقة.