مايتداوله الملايين في ( كربلاء - النجف - غم ) فيما يرويه المحدثين في الحسينيات من اعلان صريح ان اليمن صارت رافضية بامتياز بعد ان سيطر الحوثيون على مفاصل البلاد ، وما نراه حاصل في مناطق شمال اليمن من احياء لسنن الروافض يؤكد ماتدعيه مراكز دعوة الرافضة بالقول وقد لامسه اليمنيين فعل يشجع على ممارسته خطباء الجوامع في صعدة وذمار المعقلين الاصل لتجديد الماضي وتليهما صنعاء التي لم تقاوم ذلك المد من الفكر الضال ، والتزمت الصمت الجبان في ظل تغيير المناهج الدراسية وحشوها بما هو مخالف للشرائع وقوانين سنن الكون والفطرة اليمنية ، ومثل ذلكم التخاذل المخل بانفة الاعراف والتقاليد التي سادت فيما تشكله من حالة ارقى نسبياً من الانحلال والانحطاط الذي نراه اليوم ، وما قاله الشيخ الحضراني في خطبة اعاد فيها خطبة ل ابوجعفر المنصور عندما خاطب الناس بقوله: ( ايها الناس لقد اصبحنا لكم قادة ، وعنكم زادة ، نحكمكم بحق الله الذي اولانا ، وسلطانه الذي اعطانا ، وانما انا سلطان الله في ارضه ، وحارسه على ماله ، جعلني عليكم قفلاً ، ان شاء ان يفتحني لاعاطائكم وان شاء يقفلني ) وفي هذا القول يتجسد مطلق الاستبداد السياسي والاجتماعي ويظهر ذلك بمقارنته بقول عمر رضي الله عنه ( والله لو تعثرت ناقة في العراق لكنت مسئولا عنها ) وهذا كلام يرى صاحبه في الحكم مسئولية مقدسة .
وماكنت اطالعه في دواوين البردوني من نقد في قصائده الشعرية وكان ذلك قبل الوحدة اليمنية ، وحينها كنت اقول مع نفسي ليس كل مايقوله البردوني يحصل بحذافيره وانما اخطاء بسيطة تكون فردية ويجعل منها البردوني اكبر من حجمها مقارنه باسلوب الحياة في الجنوب ومايتمتع به شعبه من ثقافة وابداع واحترام لقوانين الاسرة والشارع والمجتمع ولهذا كان يساورني الشك ان مجتمع قريب منا نمط الحياة عندهم متخلف لتلك الدرجه التي كان يصفها البردوني وعبد العزيز المقالح فيما يطرحه من فكر راقي ومع ذلك لم يلامس حياة اليمنيين ويغير في سلوكهم ، ولم يتاكد لي ذلك الا بعد الوحدة اليمنية وبالتحديد بعد شهر فقط عند نزولهم الى عدن في جماعات تعاملت مع الحدائق العامة والجولات التي تزهو بمناضرها الخلابة من خلال الزهر والورود التي كانت تكسوها ، وكانهم قطعان اتت على مرتع فعاثت فيه ، ولم تمر شهور في ظل الوحدة الا وحدائق عدن في التواهي وحافون وخور مكسر المدينة الراقية الا وظهر على ماتمتعت به سنوات من تشجير ونظافة قد تحول الى اهمال وعدم اكتراث بما يزين زهرة المدائن عدن التي تغير شكلها ولونها ونمط الحياة الرائعة فيها .
وفي بادرة قررت الذهاب الى صنعاء في زيارة قصيرة وفي جولة استطلاعية مع صديق يعرف شوارع وازقة صنعاء وفي لحظة تامل لرجل مرور واقف في مكان مرتفع وبعيداً عن الخط الذي تمر عبره السيارات وهيئته غير ملائمة في اللبس والشعر والوقفة التي اعرفها في رجل المرور في عدن في وقفته الشامخة ولمحاته هنا وهناك ، وحينها سالت صديقي ما بال رجل المرور بهذا الشكل وبعيد عن الخط فبادرني ضاحكاً انت في صنعاء ابعد نفسه عن المواقف المحرجة التي تحصل لرجل المرور عندما يمر ابن شيخ او واحد من الكبارات ويستوقفه وعندها يعرض نفسه للاهانة والشتم والسب الجارح ولهذا تراه بعيد ولايمارس عمله مثلما تراه من رجل المرور في عدن الصارم في واجبه الذي ينفذه على المخالف لايراعي منصب ولا جاه اثناء تادية عمله ، اما هنا في صنعاء فالكبار من المسؤولين والشيوخ وابناءهم مرفوع عنهم القلم ، هنا في صنعاء ( اعمل غلط ودي زلط) ، هنا مشي حالك ولا تنتقد ، هنا في صنعاء كل القوانين مطبوعة في كتيبات محصنة في اماكنها ادراج المكاتب وليست ماثلة على الارض مثلما هي عندكم في عدن وسيصلكم ماتراه اليوم هنا عما قريب هنا تستخدم القوانين وقت حاجة الحكومة في اوقات الحاجة عندما يصل ضيوف وتعاود ادراجها سريع بعد مغادرتهم هنا في صنعاء الشعب يرقص على اي نوته ، يمضي في اي اتجاه فيه فيد ، الوطنية لها ايامها في المناسبات وباقي الايام اتقلب حيثما تريد ، وهكذا ظل يتقلب شعب اليمن يركب الموجه بعد الموجه حتى وصل في تقلبه حضن الرافضة فاعتنقها وماضاً في تطبيق تعاليمها الى ان تاي غيرها وهكذا دواليك .
وفي الاخير اوجه سؤال لرعاة التحالف : هل يجوز للروافض الاخذ من ثروات الجنوب السني بدون وجه حق ؟ .