كتب/محمد النهدي
يبدو ان العمل الوطني المفتوح والجاد ،الذي يشتغل عليه المجلس الانتقالي على إمتداد الجنوب، والنجاحات التي حققها ، قد فجر صاعق الغرف المغلقة ومؤامراتها ، ورماها اشلاء واجزاء من المشاريع الشائخة، وكان هذا متوقعا الحدوث في منطقة ميتة ، وليس في حضرموت الفتية القوية الغالبة ، المبادرة والمبادئة في الثورة الجنوبية وهبة الغضب والرفض .
خرجت حضرموت في هبتها الاولى والثانية وبكل مكونها الاجتماعي ، لإخراج قوات الاحتلال من الوادي والصحراء ، وإسقاط منطق الصفقات المتحكم بثرواتها منذ ثلاثة عقود ، وإنهزمت كل وسائل وادات الكبح والقمع العنيف، امام عنفوانها الغضوب، لكن وفي لحظة كانت الزمن الحقيقي للحسم والدفع بمسار الهبة الى نهايتها ، تعاظمت اعباء ، نظرا لإرث تعاقدات وخيانات وتعهدات شخصيات حضرمية مع الاحتلال ورؤوس نفوذه في الماضي والحاضر.
حضرموت منطلق الثورة الجنوبية ، وموطن شباب الغضب ، لن تتحول فجأة، الى دار مسنين كبيرة، ومأوى ومقر إقامة وفير، لمن إستنزفوها ثروة ودم ، وتضحياتها ليست من اجل هذا الثمن البخس الذي تلوح به التواطؤات المعلنة .
لا وجهة يتعين من خلاله مستقبل حضرموت المأمول ، وفي الواجهة ماضي، يعتد بالادوات والسياسات والاشخاص البالية ، والمدانة في الامس واليوم، لا وضع يترتب، ولا يستعاد حق ، في مشاريع سبقت إليها المصالح المعادية والخارجية، وقعطت الطريق امام مصالح وحقوق وإستحقاقات اصحاب الارض .
لا المنطقة العسكرية الاولى ومليشياتها الاخوانية، ستغادر الوادي والصحراء، ولا النخبة في الساحل ستكون في منأى عن الطبخة " التاريخية " طالما وزيارة العليمي التاريخية - حد قول قول العطاس - للمكلا ، قد انهت اول مهماتها بنجاح ، وهي تسليم القصر الرئاسي بالمكلا ، لاول كتيبة شمالية، عادت للتو مع عودة العطاس وباحميد، لتقرير مصير حضرموت وحماية عهدها الجديد .
الكتيبة يعرف باحميد سوابقها جيدا وكذلك بن دغر وبحاح، أذ كانت يوم تسليم المكلا لتنظيم القاعدة في 2015 في ذات المكان ، فقط غير العليمي قائدها السابق وعين إبنه قائدا جديدا لها .