مع الأسف جبهة الإعلام المعادي لقضية شعب الجنوب الوطنية باتت موحدة ومتناغمة بين مختلف القوى والأطراف؛ وبات خطاب الكراهية الموجه ضد الجنوب وأهله يزداد شراسة وإتساعاً؛ وهدفه الرئيسي إحداث حالة من الإحباط عند الناس؛ وإثارة بواعث الفتنة من خلال النبش في الماضي والعزف على وتر المناطقية المقيتة؛ الأمر الذي يضع الجميع أمام مسؤولياتهم وضرورة التصدي لهذه الحرب القذرة والخطيرة.
إنها الحرب الممنهجة والمتسقة مع بقية أشكال ووسائل الحرب الأخرى؛ والتي تستهدف عقول الناس والتأثير على قناعاتهم الوطنية؛ ومحاولة التشويش على مواقفهم وتفاعلهم الإيجابي الداعم والمؤيد للخطوات الوطنية الأخيرة للمجلس الإنتقالي الجنوبي؛ والهادفة لتعزيز وحدة الصف الوطني الجنوبي وتماسك جبهة الجنوب الداخلية؛ كضمانة رئيسية لتقوية وحماية مشروع الجنوب الوطني والسير به قدماً حتى إستعادة الدولة الوطنية الجنوبية المستقلة؛ وهو ما يتطلب بالضرورة مواصلة هذه المهمة الوطنية الكبرى بنشاط وحيوية أكبر وبمثابرة على إنجاز ما تبقى على هذا الطريق.
إن ثمن التراخي والتساهل في هذه الجبهة؛ أو جعل المهمة محصورة بمسؤولية العاملين في حقل الإعلام الجنوبي وبمن يساندهم في ذلك على شبكة التواصل الإجتماعي بمساهماتهم النوعية على محدوديتها؛ سيكون ثمناً كبيراً وغير متوقعاً؛ مالم يسهم كل المقتدرين بدورهم في هذه الجبهة المشتعلة على مدار ٢٤ ساعة؛ لأن النجاح في هذه الجبهة يعزز ويقوي بقية النجاحات في الميادين الأخرى بالضرورة؛ ويحصن الرأي العام الجنوبي من الوقوع تحت تأثير حملات التشويه والتضليل وكل أشكال الشائعات والفبركات التي يتقنها الإعلام المضاد.