كتب/ حنان السقاف
تجربة الشراكة معهم، خلال الأعوام الماضية تؤكد انهم لا يمكن ان يكونوا أمناء على الباب الذي يؤمن مكاتبهم ، وبالتالي فإن الريبة الحاضرة منهم لها مبرراتها منذ ان إستقروا في عاصمة الجنوب عدن، ونسوا عاصمتهم صنعاء الواقعة تحت سيطرة مليشيات الحوثي المدعومة من إيران .. فماذا عن السخط العام الذي يضعهم اليوم في قائمة المطلوبين لمحاكمتهم!!
هذا السؤال جميعنا معنيون في الإجابة عليه، لأن ملف مرفقات ادلة الإدانة كجناة ، وصلت حد المساس بالثوابت الوطنية الجنوبية ومكتسبات ومصالح الشعب العليا.
نتحدث هنا عن عصابة وصلت الى قصر معاشيق وعلى غرار النزعة النيرونية، هدم وتدمير المعبد فوق رؤوس الجميع، عملت كل ما من شأنه تعكير وتنغيص واغراق حياة شعبنا بالأزمات القاتلة وترهيب السكينة العامة ومحاولة هتك وتدمير النسيج المجتمعي الجنوبي وتعويم الفساد وخلق حالة من التذمر وإنعدام الثقة بدوام ما تحقق وانجز .
سعت هذه العصابة الإجرامية الفاسدة الى إفساح المجال داخل الحكومة ومؤسساتها الخدمية والإيرادية لتسيد أطراف وجهات داخلية وخارجية معادية للجنوب وشركائه في التحالف العربي، وهيأت لنشوء واقع بالغ الهشاشة وقابل للإختراق والسيطرة والتأثير والتوجيه والإستقطاب وحتى الخيانة، واقعاً كئيباً ومحبطاً بأحمال وأثقال واعباء ومخاوف ومعاناة وويلات جديدة ، على أمل ان يستدير شعبنا الجنوبي مكرهاً الى باب اليمن، غير ان الوعي الشعبي الجنوبي ووحدة جبهته الداخلية احبطت هذا المسعى، رغم قسوة معاناته المعيشية .
لهذه العصابة ، شراكات مع كل اعداء الجنوب ، وشركاء في الحرب عليه ، وهي تعطل الخدمات وتمول كل من قال: انا سأجعل عدن فرن من جير ، وابين بحيرة دم ، والضالع ويافع مسرح حرب حدودية لا نهاية لها ، وحضرموت وادي وصحراء موطن للجريمة المنظمة والساحل هدف لمسيرات الحوثي ومتفجرات القاعدة وداعش ، وشبوة حلبة صراع بين مشاريع يمنية اخوانية عفاشية حوثية، والمهرة موطن بديل للشماليين، والصبيحة مرتع لعصابات التقطع والإرهاب والتهريب.
هذه العصابة لها منطق الحوثي الأخرق، ولها رايته ورؤيته ومشروعه وحقده وطموحاته، وله منها خزائن اموال وموارد جنوبية لا تعد ولاتحصى .. هي شريكته في الحرب على الجنوب وليست شريكة الجنوب في الحرب عليه.