كتب/ العميد وهيب بن سلم
مايحدث في جنوبنا اليوم ليس نزوحا لأبناء العربية اليمنية بل هجرة ممنهجة تدعمها قوى متنفذة ماتسمى الشرعية ومتمردة يمنية ودول إقليمية وتؤاطى دولي لتغير التركيبة السكانية والنسيج الاجتماعي الجنوبي امتداداً من المهرة إلى باب المندب، ولم يجدى نفعا غض الطرف عنه وخصوصا أن تبعات النزوح بدأت تتجلى بوضوح ونلتمسه على واقعنا الجنوبي . لم يعد نزوحا بل يحمل مضامين أخرى بشكلها الجديد ذات أبعاد استيطانية وأمنية . بل أصبح وكأنه فيزا عمل دون ضوابط قانونية بكل ما تحمل الكلمة تسقط عنه صفة النزوح التي تتخللها اجازات العيد والإجازات القصيرة للعودة إلى ديارها التي يقولون انها دمرت وأنهم هاربين من مليشيات الحوثي بينما الواقع ينفي ذلك . هنا لابد من وضع حد وضوابط لذلك ، فقد أصبح النازح يتمتع برواتب وعلاوات واعانات بالعملة الأجنبية والمحلية المدعوم من حكومة معين اليمنية وبتنسيق منظم مع المنظمات الدولية وأخرى غير حكومية ولهم الأولوية بكل شئ لماذا ؟ بينما المواطن الجنوبي الذي حرر أرضه يفتقد كل حقه بمقومات الحياة الكريمة ويتجرع حرب خدمات عبثية مفتعلة عند كل نجاح لاي انجاز لاستعادة دولته الجنوبية المسلوبة .
العجيب في الامر أن النازحين يشترون العقارات والأراضي بملايين الملايين في عدة محافظات والمضحك أن بعض النازحين يؤجرون العقارات لمواطنين جنوبيين انهكتهم الحرب والحكومة أصبحت المعادلة مقلوبة في جنوبنا المكلوم بل ويمتلك البعض منهم سلسلة من وسائل النقل ولهم الاولوية في تعيينهم في وظائف حكومية مؤثرة وانتدابات لمنظمات في جنوبنا . بل شبابنا عاطل ينتظر التوظيف ..
اذن هنا لم يعد نزوحا بل له أبعاد أخرى تضر بأمن واقتصاد واستقرار الجنوب. وهذه مااثبتته الأيام الماضية عند القبض خلايا نائمة وصاحية يمنيةمرتبطة بالحوثي والإخوان المسلمين وجناحهم المسلح والتنظيمات المعادية هدفها زعزعة الأمن والاستقرار.
هنا يتطلب الأمر وقفة جادة وجادة جدآ لتدارك الأمر قبل حدوث مالاتحمد عقباه ولنا عبرة في ٢٠١٥ م .
اليوم لدينا أكثر من خمسة ملايين في عدن و حضرموت ولحج والمهرة وشبوة وأبين لا أدري ماذا اكتب عنهم مصطلح نازح أو لاجئ أو وافد اومغترب أو مستثمر انتفاعي يتنقلون بكل أريحية بين جنوبنا العربي ويمنهم في هذا الحرب الجائرة.
لانحمل حقدا على أحد ولكن مصلحة الجنوب وأمنه واستقراره يتطلب من كل الجنوبيين الوطنيين الشرفاء تحكيم منطق العقل والابتعاد عن العواطف ونتائجها الوخيمة . من حقنا أن نرسي دعائم وأسس دولتنا الجنوبية بنظامها وقوانينها وفق المصلحة العليا لجنوبنا..
واننا عازمون على ذلك بإرادة فولاذية وعزيمة حديدية حتى تحرير كل شبر من جنوبنا الحبيب ويكفي مامضى والقادم اجمل وبشائره في الآفاق..
عشتم وعاش جنوبنا الابي الوفاء لشهداءنا الأبرار
والشفاء لجرحانا الابطال..