كتب/ محمد عبدالله القادري
في عام 2015 عندما هجم الحوثي على الجنوب ، هب أبناء الجنوب جميعاً لمواجهته بمساندة التحالف العربي ، واستطاعوا خلال بضعة أشهر قليلة أن يصدوا الحوثي ويحرروا محافظاتهم.
في ذلك الوقت كان وضعهم العسكري لا شيئ أمام وضعهم الحالي ، فما بالك اليوم وقد أصبحوا قوة عسكرية جبارة من ألوية عسكرية عديدة ومتعددة وعتاد وعدة ، وبدون شك أن الحوثي سينكسر أمامهم مهما حاول حتى وإن سانده العالم بأسره ، وكم حاول الحوثي أن يحقق أي تقدم بإتجاه الجنوب ولكنه عجز أن يتقدم شبراً واحداً
على مستوى القضية الجنوبية فإنه يجب العمل بشكل ذكي مما يؤدي لمساندة سياسية دولية تقف ضد الحوثي في حالة هجومه على الجنوب ، وأيضاً في استهدافه للجنوب وثرواته من نفط وغيره عبر الطيران المسير والذي أدى إلى ايقاف تصدير النفط ، وأيضاً لمنع الحوثي من الحصول على أي مكاسب يجنيها من ثروات الجنوب في حالة صلح سياسي.
ولأجل ذلك يجب أن يكون هناك دعم كبير للقضية الجنوبية وانصاف مظلوميتها بشكل جذري ، وهذا يتطلب مساندة متعددة لأبناء الجنوب وقضيتهم على المستوى الإعلامي والسياسي أيضاً.
بالنسبة للوحدة اليوم يعتبر أمر يخص أبناء الجنوب وهم من يقرروا مصيرهم ، وليس نحن أبناء الشمال من يقرر ذلك.
نحن أبناء الشمال يجب أن لا نتدخل في هذا الموضوع ولا أن نخوض فيه بشكل نستفز فيه أبناء الجنوب ويصرف وجهتنا عن العدو الرئيسي لنا وهو الحوثي.
حسب ما يخرج فيه أبناء الجنوب من حلول داخلية أياً كانت سواءً عبر احتكام لأغلبية استفتاء أو مكونات ، وما خرج به أبناء الجنوب من حل فما علينا إلا إن نباركه.
إذا غالبية أبناء الجنوب يريدون الانفصال فعلينا أن نحترم إرادتهم وليس هناك وحدة بالقوة.
معالجة خطأ حرب 94 ليس بإرتكاب خطأ مثله ، وانما بحلول جذرية للقضية الجنوبية وانصاف أبناء الجنوب بالشكل الذي يرضيهم.
أي مهاجمة ضد أبناء الجنوب ليست إلا تأييد للحوثي حالياً ودفاع عن خطأ حرب 94 ، وتعقيد الأمور وتأجيج عداء بين أبناء الجنوب والشمال وتفريق لوحدة الصف ضد الحوثي وجعل أبناء الشمال يخسرون السند الكبير لنصرتهم ضد الحوثي وأيضاً نكران المعروف للجنوب الذي أآواهم واحتضنهم وهم مشردين فارين من جبروت الحوثي وطغيانه.
على أبناء الجنوب أن يظهروا في إعلامهم أن خلافهم هو مع القوى الشمالية وليس مع أبناء الشمال.
وعلى أبناء الشمال أن يجعلوا موقفهم مؤيداً لأبناء الجنوب ، مسانداً لقضيتهم ومحترماً لإرادة تقرير مصيرهم ، بل الواجب يحتم أن نكون مدافعين عن الجنوب والذود عنه وتقديم الروح فداءً له وصد أي هجوم حوثي يستهدفه.
مساندة القضية الجنوبية يأتي لسد العجز في الجانب السياسي والدبلماسي داخل الدولة والذي فشل في ايجاد مساندة سياسية دولية تمنع الحوثي من استهداف منشأت النفط في الجنوب.
مساندة المجلس الانتقالي الجنوبي تأتي لتحجيم الحزب الذي توغل داخل الدولة وقام بإقصاء وتهميش الآخرين.
نحن في الشمال عدونا الحوثي ، وما دام أن أبناء الجنوب لديهم موقف عدم التخلي عن تحرير الشمال من الحوثي ، فالواجب علينا أن نسعى نحو علاقة توحد القلوب وتعتبر الجنوب مكسب مسانداً لنا لا أن نعاديه من أجل مصلحة تلك القوى التي عجزت عن تحرير الشمال وكانت سبباً في ايجاد مظلومية الجنوب.