كتب/ صالح شائف
رغم تأخر هذه الخطوة من قبل قيادة المجلس الإنتقالي الجنوبي؛ ولكنها أتت في وقت مناسب جداً؛ وبهذه الخطوة التي ترافقت مع إختتام اللقاء التاريخي للتشاور الوطني الجنوبي؛ يكون لهذا التزامن أهمية إستثنائية وقوة دفع هائلة لمسيرة الجنوب الوطنية بإتجاه تحقيق الهدف؛ وهذا ما يتعارض منطقياً مع أي نظرة قاصرة لا تراها على هذا النحو؛ لأنها تقييماً وتصويباً للتجربة وإستعداداً وطنياً جنوبياً للدفاع عن الإستحقاقات القادمة التي سيتوقف عليها مستقبل الجنوب ومصير أجياله القادمة.
إن الحفاظ على قوة الدفع وإكسابها عناصر قوة جديدة ونوعية يتطلب تطبيقاً خلاقاً لمخرجات لقاء التشاور الوطني بشأن مواصلة الحوار مع من تبقى حتى الآن خارج هذه الكتلة الوطنية التاريخية للجنوب والتي كانت حلماً حتى الأمس القريب؛ ووفقاً للأسس المتفق عليها وبإجماع كل القوى والأطراف والشخصيات التي حضرت لقاء التشاور الوطني؛ وكان لها شرف السبق في التوقيع على الميثاق الوطني الجنوبي الذي ننتظر البقية في التوقيع عليه وهذا متاحا أمامهم بل وحقاً لهم وواجباً عليهم بعد إستكمال الحوار معهم.
إننا على ثقة بالتجاوب الوطني المسؤول من قبل الجميع وسينتصرون فيه للجنوب أولاً وأخيراً؛ وبعيداً عن أية حسابات ذاتية تشخصن الأمور أو تأول مواقف الآخر الجنوبي وعلى غير حقيقة مواقفه ورؤاه ومقاصده الوطنية؛ ولا سبيل آمن للجنوبيين جميعا غير مواصلة الحوار والتفاهم وتقديم التنازلات المنطقية لبعضهم التي تفرضها الظروف؛ وبما يمكنهم جميعاً من السير معاً وبأيادي متشابكة وخطوات واثقة نحو تحقيق أماني وتطلعات شعبنا الوطنية المشروعة والعادلة؛ والتي تستدعي ذلك بالضرورة وبصورة عملية؛ بعيداً عن المناورات العقيمة والإشتراطات التعجيزية أو التبريرية التي يتمرس خلفها البعض للتهرب من مسؤوليته الوطنية في هذا الظرف التاريخي الحساس؛ الذي يقف فيه الجنوب على مفترق طرق خطير لا مجال فيه للوقوف في المنطقة الرمادية.