كتب/ مريم محمد
حينما غاب الجميع، وحينما عم الصمت في كل الأجواء، تردد اسم دائرة الشباب والرياضة في المجلس الإنتقالي الجنوبي في كل مكان، كانت هي البصمة الموضوعة في كل زاوية، والشمعة المضيئة في كل الدروب المظلمة، كانت هي الأمل وشعاع التفاؤل لكل الشباب في الوطن.
نعم ياسادة فأين كنا وأين كانت رياضتنا وشبابنا قبلها، بعد الإهمال المتعمد والتهميش الممنهج الذي طال الشباب والرياضة لعقود طويلة، لقد كانت هذه الدائرة بمثابة حبل النجاة الذي عثر عليه شبابنا في متاهات الضياع التي كانت تحيط بهم من كل الاتجاهات، بل إنها منار العبور للمستقبل الجميل الذي بدأت تتجلى ملامحه بوضوح في كل الفعاليات والأنشطة الرياضية والشبابية التي يتم تنظيمها من قِبل هذه الدائرة.
جهود كبيرة وجبارة وملموسة في ذات الوقت تشهدها العاصمة عدن ومختلف محافظات الجنوب في الجانب الرياضي والشبابي والعلمي، الداعم لتنمية الشباب والنهوض بمستوياتهم وتأهيلهم وتطوير قدراتهم وخبراتهم بمختلف المجالات، لم تأتِ بمحض الصدفة بل بعمل دؤوب ونشاط منقطع النظير لهذه الدائرة عن غيرها من اادوائر والمرافق، بقيادة رئيسها الشاب المتميز الأستاذ مؤمن السقاف ونائبه الأستاذ الكريحي كنعان وطاقمهم العظيم الذين اثبتوا للجميع أن الشباب والشباب فقط ومن غيرهم من لديهم القدرة والعزيمة والارادة ومن يستطيعون أن يعيدوا لبلادنا أمجادها وريادتها في المجال الرياضي وغيره.
فهنيئاً لنا بمثل هؤلاء، وهنيئاً لوطننا هذا الإخلاص، والشغف والكفاح لإعادة الروح الجميلة لهذا الوطن الذي عاش طويلاً خلف قضبان التهميش، هنيئاً للوطن بزهورها التي وُلدت في تربة غير صالحة للإبداع وواقع صعب واليم وتحاول جاهدة لتغييره وخلق واقع أجمل بسواعدها اليافعة وأفكارها البكر وعزيمتها الفذّة التي وصلت سمعتها للعالم أجمع، وهاهي اليوم تكرر هذا الصمود، وتحيك بإتقان خيوط شمس ذلك المستقبل المشرق الذي تطمح للوصول له، لتثبت للجميع إنه لايمكن لأحد أن يكسر عدن والجنوب وفيها شباب كهؤلاء.