تطل علينا بعد أيام قلائل الذكرى ال 55 لعيد جلاء الإستعمار البريطاني المحتل للجنوب والذي دام 129 عاما .
إستقلال تجلت فيه عزة الإنسان الجنوبي وكرامته وسيادته على أرضه في يوم تاريخي عظيم خلدته أمة الجنوب والعرب قاطبة وجعلت منه إسطورة تحكى ومناسبة وطنية غالية على قلب كل عربي ، جنوب تجلت فيه ومن خلاله عظمة هذا الحدث لمصير شعب لطالما حلم بتقرير مصيره ونيل حريته وسيادته على كامل تراب أرضه الممتدة من باب المندب وحتى جزيرة سقطرى والمهرة.
كل ذلك جرى وفق إرادة شعبية عارمة تخللتها الكثير من الأحداث والصراعات والخلافات بين مختلف القوى السياسية ومنها الرؤى اليمنية المهيمنة آنذاك والتي استغلت كل تلك التباينات لقلب موازين الصراع سعيا منها لسلخ الجنوب عن هويته وتاريخه وجغرافيته في تبعية استطاعت أن تنجح فيه بإدارة ذلك الملف وما تلته من أحداث ونتائج مؤلمة أودت بنا إلى هاوية الوحدة الظالمة في العام 01990م وما آلت إليه من تبعات وأحداث إرهابية مؤسفة زرعها هذا اللوبي في طريق الجنوب بالإضافة إلى القتل الممنهج لخيرة رجالاته.. كل هذا ولازلنا ندفع ثمنه إلى يومنا هذا .
وها نحن اليوم نطل على المناسبة العظيمة بعزيمة الرجال الأشداء الذين استطاعوا بعزيمتهم كسر شوكة الإرهاب وبتر اليد التي إمتدت إلى خاصرة الجنوب حيث شكلت أوكار الإرهاب في بعض مديريات تلك المحافظة خطرا كبيرا على السلم والأمن المحلي والإقليمي بل والدولي بالأفعال الإرهابية التي مورست في محافظة أبين شوبة وحضرموت بإيعاز من قوى شمالية كانت ولازالت شريكة فاعلة في السلطة وذلك باستخدام العنف كوسيلة قذرة لإسكات خصومها حتى جاءت ( سهام الشرق ) بألويتها الجنوبية ودعم من دول التحالف العربي لتجتث هذا الورم السرطاني الخبيث وطرد كل الجماعات الإرهابية التي كانت تتخذ من محافظة ابين الأبية مأوى آمن لها .
وتتويجا لهذا الإنجاز الجنوبي جرت الترتيبات لإقامة إحتفالية هذا العام في تلك المحافظة العظيمة عظمة رجالها الأبطال الذين وقفوا سدا منيعا في وجه الإرهاب لاستئصال شأفته إلى غير رجعة ، وتحديا يعيد لها اعتبارها ومكانتها وهيبتها الجنوبية الضاربة في أعماق التاريخ .
هنيئا لأبين الصمود هذا الفخر وهذا التتويج الذي استحقته بجدارة .
