كتب / غـازي العلــوي
لا شك وأن لكل عمل ناجح أو انتصار سياسي أو عسكري قيادة حكيمة تقف خلفه، وإرادة قوية وحنكة سياسية ترسم وتخطط لذلك الانتصار، حيث لا بد أن يرافق كل انتصار عسكري عمل سياسي يواكب تلك الانتصارات ويقود جبهة لا تقل عما يخوضه المقاتلون في ساحات الشرف والبطولة.
لقد استطاعت قواتنا الجنوبية الباسلة "العمالقة ودفاع شبوة"، تحقيق انتصار عسكري يرى مراقبون وسياسيون بأنه الأول من نوعه بالقضاء على التمرد الإخواني ووأد مشروع تلك الجماعة التي أرادت تحويل محافظة شبوة إلى ساحة للاقتتال والصراع، وبالتالي إيقاف أعمال كافة الشركات النفطية في المحافظة والسيطرة الكلية على موارد وعائدات النفط بالتخادم مع مليشيات الحوثي التي ساندت المتمردين بالمقاتلين، بالإضافة إلى الدعم الإعلامي الذي اشتركت فيه مع وسائل إعلام جماعة الإخوان المسلمين في كلٍ من اليمن وقطر وإيران وتركيا.
الشيء الذي جعل انتصار القوات الجنوبية فريدًا هذه المرة هو ذلك الدعم والتأييد السياسي من كافة النخب السياسية ومن أعلى هرم في الدولة ممثلًا بمجلس القيادة الرئاسي، الذي ساند وأيد القوات الجنوبية بالقضاء على التمرد وإرساء دعائم الأمن والاستقرار بالقرارات الرئاسية التي صدرت بإقالة أبرز قيادات التمرد وتعيين قيادات جنوبية من خارج تنظيم جماعة الإخوان، وهو ما مثّل ضربة قوية وحاسمة للتنظيم الذي كان يحتكر تلك المناصب لصالحه.
هذا الانتصار ما كان ليتحقق لولا الجهود والحراك السياسي الذي قاده الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، في دهاليز السياسة الخارجية بمعية ثلة من القيادات السياسية الجنوبية، بالإضافة إلى الضغط الذي مارسته الكتلة الجنوبية في قيادة المجلس الرئاسي. ولا بد من الإشارة إلى الجهود التي بذلها النائب بمجلس القيادة أبو زرعة المحرمي بالتوازي مع الجهود التي بذلها إلى جانب الرئيس الزبيدي في الإشراف والمتابعة للعملية العسكرية التي قادتها قوات العمالقة ودفاع شبوة لإنهاء التمرد.
ما ينبغي التركيز عليه في هذا الانتصار الجنوبي هو قدرة القيادة الجنوبية على إقناع المجلس الرئاسي ودول تحالف دعم الشرعية باتخاذ القرارات الداعمة والمؤيدة لقرارات محافظ شبوة عوض بن الوزير العولقي الذي وقف كالطود الشامخ في وجه التمرد واستطاع بحنكة سياسية وشجاعة أذهلت الجميع قلب الطاولة على جماعة الإخوان المسلمين في شبوة.
يرى الكثير من الساسة والمتابعين لخطوات المحافظ ابن الوزير بأنها مدروسة ولم يتم اتخاذها من فراغ أو لتصفية حسابات، بل إنه لم يدع أي ثغرة لجماعة الإخوان وإعلامها الممول والمسنود من إعلام الحوثيين للولوج من خلالها لشن حملاتهم الإعلامية بالإضافة إلى كلمته السياسية الحصيفة التي ألقاها أمام اللجنة الرئاسية التي قدمت إلى شبوة والتي كان فيها موفقًا واستطاع وضع النقاط على الحروف بكل حرافة ودبلوماسية.