ه
كتب/ البروفيسور جمال الجعدني
هجرة العقول العلمية من بلادنا قد لا نشعر بها في الوقت الحالي ، لكن مع كل عقل يغادر هذه البلاد أضف عقبة في طريق تحسّن الوطن وهذه العقبات بلا شك ستحتاج منّا سنين طويلة لتجاوزها في حال تحسن وضع البلد.
هجرة العقول ونزيف النخب العلمية التي قضت سنين طوال وعجاف للحصول على أعلى الشهادات وخبرات أكاديمية قل مانجدها في وطننا العربي.. وبعد كل مجهود واجتهاد قدمته تلك الهامات العلمية آملاً أن تخدم وطنها وأبناء بلدها يواجهون الصدمات تلو الاخرى بالتهميش أو عدم الاستيعاب بالمرة....علما ان تلك العقول النيرة المهاجرة ليست من منطقة معينة بحد ذاتها وإنما من مختلف المناطق دون استثناء.
نشاهد كل ذلك وكلنا ألم وحزن عندما نرى كيف يتذمر علماء تلك الأمة في مختلف التخصصات المطلوبة... ولكن لا يستمر ذلك التذمر طويلا .. إلا وتغتنم دول أخرى وتستقدم تلك العقول وتقدم لهم كل الاستحقاقات والإغراءات التي تتناسب مع مؤهلاتهم لتخدم بها شعوبها.
كل يوم نكَذِّب قناعاتنا على أن هذا الوطن طارد لمثل هذه العقول ، وبيئة غير خصبة للنخب العلمية.
أسفي على وطنا يأتي إليه كادر حقق أعلى الدرجات العلمية في الخارج طمعاً في خدمة بلاده وابناء وطنه ثم تغلق كل الأبواب أمامه ويجبر على الرحيل ليخدم مجتمع غير مجتمعه وشعب غير شعبه .. كل هذا لأجل أن يعيش حياة كريمة عزيزة غير مهانة ..
في الفترة الأخيرة تطرق كثير من الزملاء في بعض المواقع الصحفية وشبكات التواصل الاجتماعي لهذا الموضوع والذي أصبح شبه ظاهرة والذي يحتاج إلى مراجعة ومعالجة وبحث عن حلول ناجعة قبل فوات الأوان أن ما كان قد فات...