إن التظاهرات الشعبية المنظمة التي تعبر عن مطالب الشعب هي حق مشروع تكفله القوانين والأعراف الدولية، إذا ما كانت سلمية وحضارية، تهدف لتحقيق مطالب الشعب الجنوبي، في تحسين أوضاعه الأقتصادية والأمنية والاجتماعية، والخدمية؛ كهرباء، ماء، صحة، تعليم لخ .
وحتى لا ينحرف ذلك التعبير السلمي إلى أعمال شغب وعنف وفوضئ وتخريب! لا يحقق مطالب الشعب الذي خرج من أجلها، بل قد تستغلها القوى المعادية لحرف مسارها وأهدافها ضد تطلعاته السياسية، التي ضحى من أجلها شعبنا بقوافل من الشهداء والجرحى منذ عام ٩٤م إلى يومنا هذا ! وحتى لا تنخدع الجماهير الغاضبة في التعبير عن مطالبها، على النخب السياسية والنقابية ومنظمات المجتمع المدني إدارة هذه التظاهرات بحكمة ومسؤولية وطنية عالية، حرصاً على إنجاح أهدافها السلمية، للضغط على الجهات التي تمارس سياسة العقاب الجماعي ضد شعبنا! وأن لا تترك الساحة فاضية للقوى المعادية في ظل هذه الاوضاع المأساوية السيئة، التي تسببت بها تلك القوى الحاقدة على شعبنا! بشكل ممنهج ومتعمد لإخضاعه وثنيه عن تحقيق تطلعاته المشروعة في أستعادة الدولة الجنوبية، ومساومته في قوته وخدماته على على حساب حريته.! وهو ما لم يقبل به هذا الشعب الجنوبي العظيم، الذي عقد العزم وعاهد الشهداء والجرحى على انتزاع حقوقه المشروعة بكل الوسائل المتاحة لديه، وقد طال صبره ونفذ.
وفي مثل هذه الظروف العصيبة التي يمر بها الوطن على أجهزة الأمن الجنوبية ان تحمي التظاهرات السلمية للناس بحيث لا تتحول إلى فوضئ وتخريب وعنف ستنعكس وبالاً على الشعب.!
ان التظاهرات المطالبة بتحسين حياة الناس المعيشية والخدمية سيتعاطف معها الجميع وتقف إلى جانبها كل فئات الشعب الجنوبي إذا سارت بطريقة سلمية وحضارية منظمة. والتظاهرات يجب ان تكون في وضح النهار وليس في أخر الليل كما حصل يوم الأحد الماضي حتى لا تحوم حولها الشبهات، لأن مثل هذه التصرفات غير مقبولة ومرفوضة، بل وتثير الشكوك على من يقومون بها ويقفون خلفها لتحقيق أهداف أخرى .! كما ان التظاهرات آخر الليل لن تخرج فيها إلا خفافيش الظلام الذين يخشون من الظهور في صرح النهار، حتى لا تنكشف وجوهم المعروفة باعملهم القبيحة المفضوحة لدى عامة الشعب الجنوبي !