كتب / إياد غانم
أن انعقاد الدورة الخامسة للجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي في هذه المرحلة المصيرية تكتسب أهمية ودلالات في ظل ظروف استثنائية و بالغة الخطورة والتعقيد يمر بها شعب الجنوب ، والذي يستدعي ضرورة التحرك العاجل لاتخاذ مايلزم من قرارات لمواجهة التحديات الماثلة ، ووضع الخطوط الحمراء للدفاع عن حقوق الشعب وإيقاف مسلسلات التعذيب الممنهج بحق مواطني الشعب الذين فقد الامل في رفعها من على كاهله ، والمراد منها إخضاعه وتركيعه للقبول بما يخطط من سياسات وإعادة التمكين لقوى الاحتلال في الجنوب .
الدورة الخامسة ستكون أمام قرارات مصيرية للدفاع عن تلك الحقوق المغتصبة ، والحفاظ على المكاسب الوطنية والعسكرية والدبلوماسية التي تحققت ، والعمل بما يحقق بسط السيطرة الجنوبية ، والوقوف أمام كافة أشكال التامر المراد منه استمرار معاناة المواطن والمتزامنة مع هوس بعض المرجفين الذين لازالوا في فلك العداء لقضية شعب الجنوب يسبحون ، ولن يجنون غير خيبة الأمل وهو المكسب الوحيد الذي بإمكانهم تحقيقه ، أمام شعب قدم كل ما لديه للدفاعا عن دينه وتربة وطنه.
تطل الدورة الخامسة للجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي في ظروف بالغة الخطورة ووقت عصيب يعيشه الجنوب في ظل استمرار الركود للقوى السياسية المشاركة في مشاورات الرياض وعدم تحركها الجاد بالعمل والتنفيذ لاتفاق ومشاورات الرياض النهائية والتحرك لحلحلة ملفات الخدمات المرتبطة باستقرار حياة المواطن في المحافظات الجنوبية وحشد الطاقات والامكانيات لتحرير الشمال إلا أننا نلاحظ حشد الطاقات للتوجه جنوبا ، والتنامي المتزايد لأنشطة الخلايا الإرهابية ما يؤكد عدم إثبات حسن النوايا لتلك القوى الحاقدة على مشروع شعب الجنوب التي لازالت تراهن على تبني أوضاع كارثية في الجنوب لتحقيق أهدافها وتنفيذ أجندتها .
يمر الجنوب بظروف بالغة الخطورة تستدعي منه التذكير للأشقاء في التحالف العربي بضرورة التعامل بكل حزم وفقا لمعطيات السيطرة على الأرض والدفع بكل قوة لإجبار تلك القوى لتنفيذ اتفاق الرياض ومشاوراته النهائية بشكل عاجل لان ثمة تأخير في ذلك سيترك بصمات وآثار خطيرة على السلم الداخلي والإقليمي والدولي.
ستخرج الجمعية الوطنية بتوصيات تستبق ما يخطط من مؤامرات ، ومشاريع مستهدفة لشعب الجنوب ، وقضيته ، ووحدة نسيجه الداخلي ، وتحديد خيارات ، واضحه تكون عند مستوى ما قدمه شعبنا من تضحيات ، وحققه من مكاسب ، وانتصارات على الأرض ، وبكافة المستويات .
لكون المجلس الانتقالي الجنوبي يشكل القوة الدفاعية لمشروع شعب الجنوب ، والصوت المعبر عن قضيته العادلة ، والقوة السياسية ، والعسكرية الدفاعية لقضية شعب الجنوب ، والذي يعتبر جبهة جنوبية عريضة تستدعي من كل الجنوبيين المؤمنين بعدالة قضيتهم والمتمسكين بمشروعهم الوطني التحرك العاجل ، وتغليب مصلحة الوطن للانضمام إلى هذه الجبهة الجنوبية التي تمثل صخرة التحدي أمام جبروت ، ومؤامرات الأعداء ، ولمواجهة مخططات الاحتواء لمسيرة نضال ، وكفاح شعب لأكثر من (25) عاما وللسير ، والمضي معا نحو تحقيق أهداف الثورة ، والشعب المنشودة .
نحتاج إلى أن تكون هناك قراءة كاملة للمشهد في الدورة الخامسة للجمعية الوطنية ، وتوصيل عدة رسائل للإقليم ، والعالم وبشكل ، واضح وصريح أنه لا حل للازمة اليمنية من دون النظر إلى جذر المشكلة المتمثل باختلال عقد الشركة الموقع بين قيادة دولتي الشعبين في العام 90م فمن دون الاعتراف بهذا الحق والاعتراف لطبأن الحل هو تنفيذ قرار الرئيس علي سالم البيض المتمثل بفك الارتباط في العام 94م والعودة إلى أوضاع ماقبل العام 90م باعتباره الحل للأزمة ولن تستطيع أي قوة اي كانت القفز فوق هذا الحل العادل ، أو تجاوزه بعد أن بات حقيقة ثابته وواضحة كوضوح القمر في كبد السماء .
ستحذر الجمعية الوطنية تلك الممارسات ، والتحركات التي يحاول ان يلعب عليها البعض وهي محاولات صبيانية يراد منها قطع الطريق أمام إرادة الشعب الجنوبي ، تلك الإرادة المنطلقة من عمق مشروعية القضية التي يناضل الشعب الجنوبي من أجلها ، ولن تكن هذه المحاولات الأولى التي يراهن أعداء الوطن والأرض الجنوبية لاحتواء مشروعية القضية والقضاء على الإرادة ، والكل يعرف كم أطلقت مبادرات وأين انتهت ، وأين كان شعب الجنوب إبان انطلاق مؤتمر الحوار الوطني ، ذلك الشعب الجبار والعظيم الذي اتخذ من ساحات النضال السلمي ميدانا يعبر بها عن قناعته وإرادته الحره والاعلان عن هدفه فيها .
ستعلن الجمعية الوطنية للعالم أجمع لتقول له من أراد أن يصنع السلام فليصنعه من وحي النظر لعمق واصل الأزمة وجذورها لا أن تكون الحلول من وحي المصالح والتوجهات الإقليمية والدولية ، فلا سلام ولا حلول للازمة اليمنية مالم يكن المجلس الانتقالي الجنوبي شريكا أساسيا فيها باعتباره الممثل الشرعي لقضية شعب الجنوب ، والتي تعتبر عنوان للازمة وبدون الحل العادل لها بعودة الأوضاع لماقبل العام 90م لا سلام ولا امن واستقرار للمنطقة .
لن يكون انعقاد الدورة الخامسة للجمعية الوطنية إلا حدثا هاما سيناقش جملة من القضايا والتحديات ، والخروج بما يعزز ثقة الشعب بهذه المؤسسة الوطنية ، ويحافظ على الانتصارات ، والمكاسب التي حققها المجلس الانتقالي الجنوبي ، والاعلان عن الموقف الجنوبي تجاه ما يتعرض له شعب الجنوب من سياسات التعذيب وطبخ مشاريع التآمر والخذلان له ، وإقرار ما يعجل بالخلاص ويحقق النصر المؤزر بمشيئة الله .
*_كتب / اياد غانم_*.
*_عضو الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي_*