كتب / المحجري يحيى السقلدي
الرجال أنواع، رجل يعيش وينتهي بلا أثر يذكر، ورجل ينتهي بأثر محدود، ورجل ينتهي جسده ويتجاور بآثاره حدود الزمان والمكان، وهنالك بعض الرجال يتعدّى تأثيرهم دائرتهم الشخصية لينتقل إلى دوائر واسعة ذات أبعاد وأفق اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية أو فكرية أو ثقافية، وقد نشهد بعض المؤثّرين ممن برعوا في جانب واحد من الجوانب المذكورة، إلا أن المتابع بسعة إطلاعية وشمول لشخصية الشهيد القائد العميد سيف سكره الذي استشهد في جبهة الضالع الله تعالى بتاريخ 30 \5\2019م بمعركة قطع النفس ، والذي يصادف اليوم الذكرى الرابعة للاستشهاده والتي لا نبالغ لو قلنا بانه كان شمسا ساطعه من شموس الجنوب التي آبت الا ان ترحل بدون الا وهي تاركة بصماتها الواضحة والتي لا يمكن ان ينكرها احد او يتجاوز عنها ومن قبل جميع اطياف ومكونات الشعب الجنوبي وميادين القتال، انها ذكرى رحيل قائدا كان وسيبقى في حياته وبعد رحيله صاحب مواقف خالدة يعرفها جميع من سار وعمل معه وتعاملوا ايضا، تعلموا منه العلوم العسكرية والقتالية لكونه كان ابا حكيما وقائداً متواضعا.
لقد سلك طريق جهاده الشاق والطويل فضحى بكل نفيس، وشق أمواج المؤامرات وظلمة الفتن ورغم كل الصعوبات فقد رفع صوت المقاومة الجنوبية في جبهات الضالع عاليا ، وكان يرى ويؤسسس من خلال خطته النضالية والوطنية التي كان ينادي بها دوما وخاصة على القيادة العليا للشعب أن يكون التغير والإصلاح منبثقاً من الشعب الجنوبي لا من طرف اخر.
ما أعظم تضحيات شهدائنا الأبرار العظام الأفذاذ الذين خضبوا الأرض ورووها بدمائهم الزكية حتى تبقى الضالع الحبيبة من بعدهم جيلاً بعد جيل على قيد الحياة,فأنبتت الأرض الطاهرة من أشلاء أجسادهم المتناثرة في كل أرجاء الجنوب زهوراً وورود وياسمين..وجعلوا هؤلاء العظام من أجسادهم الطاهرة جسراً متيناً لعبور العابرين من أبناء شعبنا العظيم نحو النصر والمجد والتمكين رغم أنف كل الحاقدين..