إننا بصدد مرحلة زمنية صعبة ، وتصادم سياسي مفصلي ، وترويج شعارات زائفة ، وكتابات تضليلية خطيرة ، وتشاورات تدميرية ، وإختراقات أمنية ، وتجاوزات قيادية ، وضعف تعليمي ، وتدهور صحي ، وغلاء معيشي . إننا اليوم في ظرف إستثنائي سياسي حاسم ، وتوقيت أصبح فيه التصالح الجنوبي أمر يعني الكثير من القادة الوطنيين و( الشعب بكافة إنتمائاته ) . وتظافر الجهود لتلك الغاية الكبرى التي نخشى أن تكون غير ذلك .
وعليه فإن قيادة المجلس الإنتقالي المتمثلة بفخامة الرئيس الزبيدي أن تعمل جاهدة على تعميق مبدأ التصالح والتسامح الجنوبي/ الجنوبي ، وتمكين الظروف المناسبة له ، وخلق الأجواء والتنازلات ومراعاة التوازن الفعلي بين الأحزاب السياسية الفعلية بعيداً عن المناكفات والسياسة التي لاتخدم قضية شعبنا الجنوبي .
لقد ناضل الشعب الجنوبي لعقود طويلة من الزمن ، ورسم خارطة الأمل بدماء أبنائه ، وسطّر حدود دولته المستقلة بقوة الإصرار والعزيمة التي أتَّقدّت من أجسادهم البريئة وهاهم اليوم يتلذذون بالإنتصارات السياسية والعسكرية بعد كل تلك الويلات التي تم حشدها من نظام صنعاء الى عدن .
لقد حقق الشعب الجنوبي بفضل الله وشهدائه وقيادته السياسية نصراً سياسياً لم يتحقق مندُّ مابعد عام 1990م . وإن الحفاظ على هذهِ المكاسب يتطلب من الجميع التكاتف ورص الصفوف والأخاء أمام التحديات القادمة من جوانب عده سياسية وإعلامية وثقافية وتوعوية وتربوية وبذل كل الجهود الرامية إلى تعزيز التعاون بين المجتمعات المحلية .
لقد باتت صنعاء اليوم بين مطرقة القوى الشمالية المتصارعة وسندان التحالف العربي الذي يراها غير قادرة على بناء التسوية السياسية فيها لتداخل الصراعات وخيانة الشرعية الدستورية وعدم الكفاءة والإلتزام بوعودها أمامه . لقد أصبحت صنعاء غير قادرة على إتخاذ القرار الفعلي بإنهاء الصراع القائم والبحث عن السلام والتنمية وطي صفحة البغي والتذمر والنهب والمغالطات تجاه الجنوب وهو ما دفع بالأشقاء إلى تغيير النظرة والنظر بعمق تجاه الشعب الجنوبي التواق لبناء الدولة والذي يخدم مصالحهم الأمنية المشتركة .
أن الأسباب السياسية والإستراتيجات تتغير وفقاً لبناء الدعائم الأساسية التي تنبني عليها المصالح المشتركة بين الشعوب ، في حين إننا لم نرَ علاقات جيدة أفرزها نظام صنعاء مع الحلفاء والأشقاء ، وان هذه الفجوة جاءت وفقاً لنظام فاسد مُخترق من القوى والأحزاب التي ألبسها بنفسه طواعية لتدمير الشعب الجنوبي فكانت السبب الرئيسي لتدميره وإنهائه من الخارطة السياسية .
* إلى كل جنوبي حُر *
* إن الإتفاق بين الأحزاب الشمالية لايعني سواء هدم الشعب الجنوبي ، وان الإختلاف لا يقصد غير إمتصاص حماسكم وتضضيع الوقت بإعلان دولتكم .
* إن التوقعات اليوم ببناء الدولة الجنوبية من قبل الساسة ذوي الخبرة والكفاءة ليست من فراغ وجهل بل هو الواقع الذي فُرِضَ على قوى الجهل أن تستوعبه وتدركه وتؤمن به ولايمكن مخالفته أو الإنقضاض عليه .
دمتم بخير
وشهر مبارك وكل عام وأنتم بخير
18/4/2022
السابع عشر من رمضان